الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نصَّ فقهاؤنا على كراهة النوم على البطن؛ لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ) رواه أبوداود. وفي بعض الروايات: (هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ) رواه ابن ماجه.
وقد ذكر الخطيب الشربيني رحمه الله فيمن يُسنُّ إيقاظهم من نومهم: الرجل إذا "نام منبطحًا؛ فإنها ضجعة يُبغضها الله" انتهى "مغني المحتاج" (1/ 309). وبناء على ما تقدم؛ فالنوم على البطن مكروه.
وتُشير بعض البحوث الطبية إلى أن النوم على البطن له أضرار صحية على الكلى والجهاز التنفسي.
هذا في حق من يتعمَّد هذه النومة لغير سبب، أما النائم فهو غير مؤاخذ؛ لأن التكليف مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، كما أن المريض إذا احتاج إلى هذه النومة فلا حرج عليه في ذلك؛ إذا الضرورات تُبيح المحظورات.
لذلك نوصي الأخ السائل بالتزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ينام على شقه الأيمن، وأوصى بذلك البراء بن عازب رضي الله عنه فقال: (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ) رواه البخاري ومسلم. فمحبة الله عز وجل مرتبطة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه. والله أعلم.