الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يستحب للمسلم الذي يقرأ القرآن أن يراعي ترتيب سور المصحف في ختمته، فيبدأ من سورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وإن خالف ذلك الترتيب فقراءته صحيحة ولا إثم عليه، ولكنه خالف الأولى والأفضل.
يقول الإمام النووي في كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص/98): "قال العلماء: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف، فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها... ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة، فينبغي أن يحافظ عليها، كصلاة الصبح يوم الجمعة، يقرأ في الأولى سورة السجدة، وفي الثانية (هل أتى على الإنسان)، إلا فيما ورد المشرع باستثنائه" انتهى بتصرف.
وجاء في "أسنى المطالب" من كتب الشافعية (1/ 63): "حرم أن يقرأ بعكس الآي؛ لأنه يُذهب إعجازه ويُزيل حكمة الترتيب، وكُره العكس في السور لفوات الترتيب، إلا في تعليم، فلا يكره؛ لأنه يقع متفرقًا، ولأنه أسهل للتعليم" انتهى. والله أعلم.