الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
في البداية نشكر لكم حرصكم على حفظ الأمن في الجامعات؛ فهو أمر مهم، وواجب ديني مؤكد، وهذا يتطلب تعيين فتيات يقمن بالتفتيش على الطالبات، وإذا لم يتيسر ذلك فعليكم أن تطلبوا من إحدى الطالبات المتواجدات في المكان النظر في هوية الفتاة الأخرى.
وصيتنا لكم أن تتقوا الله، فلا تستغلوا وظيفتكم وعملكم في الكشف والنظر إلى وجوه البنات المنقبات؛ فالأصل أن المرأة هي التي تطلب من المرأة المنقبة كشف وجهها لغرض تدقيق الهوية، وليس من الأدب الإسلامي الذي علَّمنا احترام الناس وحفظ الأعراض أن يقوم الرجل بفعل ذلك، خاصة أن الواجب رعاية الفتيات المؤمنات الملتزمات، اللاتي تحمَّلن في سبيل جلبابهن ونقابهن الكثير من عناء المجتمع اليوم.
وتحقيق الأمن الجامعي والوطني -وإن كان أمرًا واجبًا مؤكدًا- ولكن يمكن تحقيقه بكشف وجه المرأة أمام المرأة، وتدقيق هويتها من قبل النساء العاملات في قطاع الأمن، أو أي امرأة يمكن الاستعانة بها لأجل ذلك، وليس أمام الرجل الأجنبي؛ ففي ذلك حفظ لحق الله الذي أمر بغض الأبصار، وحفظ لحق المسلمة المتعففة بنقابها التي يؤذيها كشف وجهها، وقد نشأت على ستره تشبهًا بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
وإذا كان أحدنا لا يرضى مثل هذا الإجراء في حق ابنته وأخته؛ فلا يجوز له الإقدام عليه في حق فتيات المسلمين، ونحن نحمد الله تعالى أن سخر لنا في بلدنا المبارك قيادة أمنية تراعي هذه الأمور، وتمنح المرأة حقها في ألا يدقق هويتها ويفتش متاعها سوى امرأة مثلها.
فالواجب علينا التعاون والتكاتف في تحقيق أمن مجتمعنا بما يرضي ربنا عز وجل، ويحافظ على هويتنا الإسلامية، وأحكام شريعتنا المباركة. نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وبلدنا. والله أعلم.