السؤال:
هل المساهمة في بناء مركز لعلاج مرضى السرطان في مستشفى الحسين للسرطان يعد وقفاً خيرياً؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الوقف باب عظيم من أبواب الخير، وهو من أعظم أنواع الصدقات الجارية؛ ذلك لأن ثوابها دائم لا ينقطع باستهلاك الصدقة، ولا حتى بموت المتصدق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وهذا ما أدركه الصحابة رضوان الله عليهم، فقد أوقف معظم الصحابة من أموالهم على مصالح المسلمين، ففي صحيح البخاري: قام أبو طلحة فقال: "يا رسول الله، إن الله يقول: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) آل عمران/92، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله". وأوقف عمر رضي الله عنه أرضاً له بخيبر قال عنها: "أصبت أرضًا لم أصب مالاً قط أنفس منه" رواه البخاري. وقال جابر رضي الله عنه: "ما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من صدقة مؤبدة، لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث".
وقد أجمع العلماء على جواز الوقف الذي يحقق المنفعة والمصلحة للمسلمين، كالوقف على المستشفيات والمدارس والمساجد.
وعليه فإن المساهمة في بناء مركز لعلاج مرضى السرطان في مستشفى الحسين للسرطان هو من باب الصدقة الجارية، التي تفيد صاحبها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والله تعالى أعلم.