هذه رسالة نشرت بين الناس من زمن بعيد، وخلاصتها أن الشيخ أحمد خادم الحجرة الشريفة التي دُفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمور ستقع بين الناس بسبب ما فعلوا من المعاصي.
ومنذ ذلك الحين بيّن أهل العلم أن هذه الرسالة مكذوبة، ونسبت إلى شخص غير موجود، فليس في حين ظهورها للمرة الأولى رجل بهذا الاسم يخدم الحجرة الشريفة.
ولمّا لم تقع بعض الأمور التي تحدثت عنها الرسالة اختصرها الذين كذبوها وروجوها ولم يبق منها الآن إلا بعض جُمل تتحدث عما هو واقع بين الناس كخروج النساء سافرات.
ولمّا كان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب، فإنه لا يجوز نقل ولا نشر ولا تصديق ما جاء في تلك الرسالة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، ويُعدّ هذا الحديث متواتراً، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ) رواه مسلم وأحمد وغيرهما.
وأما ما ورد في الوصية المزعومة من أمور توافق ما هو معلوم من أحكام الدين فهذا نأخذه، ونعمل به من الطريق الصحيح الذي وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من طريق هذه الخرافات، وما في الوصية المكذوبة من تهديد لمن لم ينشرها فهو كذب لا يضرُّ أحداً، وإنما يقع الضرر بمن روَّج الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/10)