السؤال:
قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن لا يكون لعاناً) [رواه أحمد]، وصح أنه عليه السلام قال: (لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشرة والمستوشرة، والواشمة والمستوشمة) رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا الدنيا، فنعمت مطية المؤمن، عليها يبلغ الخير، وبها ينجو من الشر) [ذكره المتقي الهندي في كنز العمال]، وقد قيل عنه إنه قال: (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما كان لله سبحانه) [أخرجه الترمذي]، كيف حمل هذا، والدنيا عبارة عن ماذا، وما معناها؟
الجواب:
اللعن والدعاء المحرم هو المنهي عنه، وأما إخباره عن الله لعن هؤلاء فلا بأس به، ولو وقع في دعائه لكان قليلاً، واللعان: هو الذي يكثر اللعن منه، ويصير عادة له. وأما لعن الدنيا وما فيها، فالمراد به الدنيا المحرمة التي أخذت بغير حقها، وصرفت في غير حقها، أو صرفت إلى غير مستحقها. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/228)