القرآن الكريم كتاب الله أنزله عزّ وجلّ ليعمل به الناس في حياتهم؛ فهو يرشدهم إلى الحق فيما يتعلق بالعقيدة والعمل، وجعل لهم الثواب العظيم على قراءته.
وما نراه اليوم من قراءة القرآن على المقابر يتنافى مع حرمة القرآن وتعظيمه وإجلاله؛ إذ أصبح وسيلة للتسوّل، وأصبح القارئ ينظر إليه بعين الازدراء، ولهذا يجب الامتناع عن قراءة القرآن على المقابر، ومن أراد الأجر والثواب للميت فليقرأ هو عند قبر ميته وليتصدَّق عنه وليدعُ له، ولا بأس بأن يقرأ في بيته أو في المسجد ويهب ثواب قراءته للميت فإنه يصله إن شاء الله تعالى.
وأما إذا زار القبر فالسنة أن يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم فرطنا ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم). ونحو هذا من الأدعية.
ومما يُؤسف له في المآتم أن يقرأ القارئ ولا يستمع له الحاضرون، أو أن يكون صوت القارئ مسجلًّا على شريط ثم يُقرأ فلا يُستمع له، وقد قال الله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف/204، ويزداد الأمر سوءاً عندما يأخذ البعض بتدخين السجاير في المآتم والقارئ يقرأ، فهذا مجلس إلى الغضب أقرب منه إلى الرحمة، نسأل الله العافية.
هذا وقد تبدَّلت هذه العادة فصار يُقدَّم في المآتم القهوة والتمر، بدل الدخان.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الجنائز / فتوى رقم/19)