هناك سلبيات كثيرة تصدر عن بعض الصائمين في رمضان، من شأنها أن تحرمهم الغاية التي شُرِعَ من أجلها الصيام وهي التقوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة/183، لذلك يجب تجنب تلك السلبيات حتى لا نحرم التقوى. وإليك أخي الصائم بيان بعضها:
أولاً:هجر المساجد في صلاة المغرب:
كثير من مساجدنا تشكو روادها الذين هجروها في صلاة المغرب، بحجة الإفطار مع العائلة، أو عدم صبر الصغار، أو الضيوف، وغير ذلك من الأعذار التي لا تُسقط صلاة الجماعة، تاركين سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:الغفلة عن متابعة المؤذن في أذان المغرب والانشغال بالإفطار:
فيفوت الصائم على نفسه هذه الفضيلة العظيمة. عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ؛ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ المُؤَذِّنُ)رواه البخاري، وعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِالله أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الذي وَعَدْتَهُ؛ حَلَّتْ لَهُ شفاعتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه البخاري.
ثالثاً:تأخير الإفطار لحين انتهاء الأذان:
وذلك زيادة في التأكد من غروب الشمس، وهذا يعد من التنطع في الدين. عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ). قَالَهَا ثَلاَثاً.رواه مسلم.
رابعاً:تناقص الهمم بعد أيام قليلة من دخول رمضان:
بعض المصلين جهدهم قليل، فتراهم يحضرون صلاة التراويح يوماً أو يومين، أو ربما أسبوعاً واحداً في أول رمضان، ثم تقصر همتهم، وتقل عزيمتهم؛ فيتوقفون عن صلاة التراويح بقية الشهر، ولو أنهم اهتموا بصلاة التراويح في آخر الشهر أكثر من أوله؛ لكان أقرب إلى السنة، وربما أدركوا فضيلة ليلة القدر. قال تعالى:(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)القدر/3. وقال صلى الله عليه وسلم:(تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة:"كان رسول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم.
خامساً: لإفطار على المعصية:
مما ابتلينا به في رمضان ما تبثه بعض وسائل الإعلام من برامج محرمة كالفوازير والمسلسلات الهابطة، أضف إليها ما استحدث من الخيمات الرمضانية المختلطة، فكثير من الصائمين يتناولون إفطارهم إما أمام تلك البرامج المحرمة، أو في تلك الخيمات الرمضانية؛ فيصومون عما أحلَّ الله، ويفطرون على ما حرَّم الله!
كما أن كثيراً من الناس يعتقدون أن رمضان فقط في النهار؛ فتجدهم يلتزمون نوعاً ما بأخلاقيات الصيام من غضِّ البصر، وترك الغيبة والنميمة، وكذلك يكثرون في النهار من العبادات من قراءة القرآن، والمداومة على الأذكار، ولكن بعد أن يؤذِّن المغرب يعودون إلى سيرتهم الأولى من متابعة للأفلام والمسلسلات والبرامج الهابطة، حتى القنوات الدينية ليس لها حظ عندهم إلا نهاراً، معتقدين أن رمضان فقط في النهار، أما ليلاً فليس من رمضان!
وهذا فهم يجب تصحيحه، فرمضان شهر كامل ليلاً ونهاراً، وليس النهار دون الليل، مع التأكيد على أن المسلم يجب عليه إتيان الطاعة واجتناب المعصية في رمضان وفي غير رمضان.