دائرة الإفتاء العام تهنئ المسلمين بشهر رمضان وتذكرهم بأنه لا تقبل الفتوى إلا من عالم بالشريعة الإسلامية
تهنئ دائرة الإفتاء العام جميع المسلمين بقدوم شهر رمضان، وتدعو الله أن يجعله شهر خير وبركة ونصر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وفي هذا الشهر الكريم تكثر الأسئلة الدينية المتعلقة بكل شؤون الحياة، عملاً بقول الله تعالى:(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43، وهذا مما يسرُّنا؛ لأنه دليل على تمسك الأمة بدينها ولله الحمد.
ونرجو أن نذكر أخواننا المسلمين بأنه لا يجوز أن يفتى في القضايا الدينية إلا من كان متخصصًا بالعلوم الشرعية، وزماننا هذا زمن تخصص في كل العلوم، ومنها العلوم الشرعية، ومن أفتى بغير علم فقد ضل وأضل كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلم الشريعة إنما يؤخذ عن الثقات من أهله؛ لأن الكتب فيها أقوال شاذة وضعيفة، ولا يعرف الحق إلا أهل الاختصاص.
وبالمقابل لا يجوز للمسلم أن يستفتي من لم يكن متمكناً من العلوم الشرعية، فقد ندد الله تعالى بالذين يفتون بغير علم فقال:(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) النحل/25، فلا ينجو الإنسان أمام الله تعالى إذا عمل بفتوى غير المتخصص، وفي بلدنا - والحمد لله - الكثير من أهل العلم الشرعي في كليات الشريعة المتعددة وفي غيرها الذين أخذوا العلم عن العلماء بالطرق العلمية الموثوقة.
كما أن دائرة الإفتاء تتواصل مع الناس بكل طرق الاتصال المتاحة، ويجيب فيها على الأسئلة علماء أكفاء، وقد أجابت الدائرة في رمضان الماضي عما يزيد على ألف سؤال يومياً، وهذا عمل شاق، لكن يهون في سبيل الله وخدمة هذا الدين.
وبعض الأسئلة - نظراً لخصوصيتها - تعرض على مجلس الإفتاء الذي يضم نخبة من علماء البلد الأكفاء.
فلم يبق لأحد عذر أمام الله أن يسأل مَن لم يشهد له أهل العلم بالكفاءة الفقهية، ونحن نتمنى للجميع التوفيق، ونذكر بقول السلف الصالح:( إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته