بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد:
فإن دائرة الإفتاء العام منذ أن أنيط بها مهمة الإعلان عن بداية الأشهر القمرية، تقوم بمراقبة الأهلة في بداية كل شهر ونهايته امتثالاً لقول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة:189]، وقد انتهجت دائرة الإفتاء العام منهجاً علمياً دقيقاً يقوم على المعطيات العلمية ودراسة التقارير التي تقدمها الجهات ذات الاختصاص من علماء الفلك الذين يقومون بالحسابات الدقيقة للحظة تولد الهلال وحدوث الاقتران، ومدة مكثه في الأفق، وإمكانية تحقق الرؤية، وعرض النتائج على مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية.
وبناء عليه فقد عقدت دائرة الإفتاء العام اجتماعاً مع الجهات الفلكية والعلمية المختصة برصد الأهلة لتدارس المعطيات العلمية لظروف تولد ورؤية الأهلة يومياً، ومن بينها هلال شهر رمضان المبارك، حيث يجري رصد منازل القمر منذ بداية شهر شعبان ويستمر هذا الرصد حتى يتم الإعلان عن بداية شهر رمضان الكريم، كما تقوم دائرة الإفتاء العام بعقد الندوات العلمية بالتعاون مع الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء والجمعية الفلكية الأردنية والمركز الجغرافي الملكي، التي يشارك فيها علماء الشرع وخبراء الفلك على مستوى العالم الإسلامي لتبادل الخبرات، والمستجدات العلمية والآراء الفقهية.
وتتابع دائرة الإفتاء العام ومجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، مستعينة بالله تعالى ثم بأهل الاختصاص من علماء الفلك واللجان العلمية تحري هلال شهر رمضان المبارك في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان لإثبات الرؤية امتثالاً للتوجيهات النبوية الكريمة، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ) متفق عليه.
سائلين الله تعالى أن يبلغنا شهر رمضان المبارك، وأن يجعله شهر خير ويمن وبركة على الأمة العربية والإسلامية.
والحمد لله ربّ العالمين