لن يخيفنا غدركم
يتوجه إرهابيو داعش برسائلهم التي تهدد أمن البلاد والعباد، وتتوعد باستمرار عملياتهم الإرهابية الغادرة، وتطلب من خلاياها النائمة أن تستيقظ، ولذئابها المنفردة أن تتحرك.
ويعزز هؤلاء الإرهابيون رسائلهم البشعة بالمشاهد السادية التي تتضمن قطع الرؤوس وذبح البشر، وفي ذلك دلالة على السلوك الشاذ والوحشية والبعد عن أي معنى للرحمة أو احترام كرامة الإنسان.
إن هؤلاء وحوش يلبسون زي البشر، ومرضى يتسترون بزي الإسلام، لينفسوا عن عقدهم النفسية، وحقدهم على المجتمع الذي ينتمون إليه، ويحاولون أن يغطوا على نقصهم وفشلهم بدعوى أنهم أحرار يريدون إقامة دولة العدل والخلافة.
ما هي المعركة التي يديرها هؤلاء الإرهابيون، وإلى أين يوجهون سلاح غدرهم؟ إنهم يقتلون المسلمين في العراق والشام، ثم يقومون بعملياتهم الانتحارية الجبانة في الدول الإسلامية ليقتلوا المسلمين، وبعد ذلك يسمون جرائمهم البشعة بأنها جهاد في سبيل الله، مع أنها جرائم باسم الشيطان، ونصرة لأعداء المسلمين.
لقد تجاهل هؤلاء الإرهابيون أن المعركة الحقيقية للمسلمين هي معركة التنمية والبناء، وصنع القوة والكرامة؛ لأن المقدسات لن تحرر بالأفعال الهمجية الجبانة، بل لا بد لها من قوة مادية ومعنوية، قوة أساسها العلم والحق والعدالة واحترام حقوق الإنسان، وهذا معنى قول الحق سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) الأنفال / 60.
وبغير العلم والعقل وإقامة الحق والعدل لن تكون هناك دولة قادرة على الحفاظ على كرامتها وهيبتها. وهذا طريق طويل وصعب وشاق، ولا يتقنه ويصبر عليه إلا الموفقون من عباد الله، أصحاب النظرة المستقبلية البعيدة، الطامحين لعزة الأمة وشموخها.
العشائر الأردنية الوفية هم بناة الوطن وحماة الديار، أما هؤلاء الإرهابيون فهم من حاول هدم استقرار البلاد، والعبث بأمن المواطنين وأمانهم، ولكن هيهات.
إن المحاولات الإرهابية الغادرة لن تزيدنا إلا إصراراً على المضي قدماً في مسيرة البناء والتطور والنماء واحترام حقوق الإنسان، وإننا لم نخف من إرهابكم السابق ولن نخاف بإذن الله؛ لأن قلوبنا مؤمنة بالله تعالى وقضائه، وأرواحنا تواقة للشهادة في سبيل الله تعالى، فحياتنا لله وموتنا لله.
أما قواتنا المسلحة الجيش العربي، وأجهزتنا الأمنية الباسلة، فهم أبناؤنا وإخواننا، لهم كل المحبة والتقدير والاحترام، وستظل هذه القوات الحصن الحصين، الذي يدافع عن الوطن ويذود عن حماه.
وأخيراً لا يخفى أن الإسلام دين الرحمة والسلام، دين العلم والعقل والمعرفة، دين النهضة والبناء والتقدم، دين الحضارة واحترام حقوق الإنسان، أما ما يصدر عن الإرهابيين فهو نقيض هذه الصفات، والإسلام من أعمالهم بريء، وهي لا تمثله أبداً، ولكن تمثل أرواحهم الشريرة، وأنفسهم المريضة. ولله الأمر من قبل ومن بعد.