الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فالزواج نعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده، وسنة الأنبياء والأولياء، تستحق الشكر والامتنان، لا الجحود والنكران؛ إذ هو المكون الأول للأسرة الصالحة، واللبنة الأساسية في صلاح المجتمعات وتمام نسيجها.
ومن هنا تنبه دائرة الإفتاء العام إلى أن ما يشاع عند بعض الناس من حملة تخص الطلاق، ليست سوى استهتارًا واستهزاءً بالأسرة والمرأة، وهذا أمر مخالف لمقاصد الإسلام التي جاءت بصيانة الأسرة وحمايتها عن كل عبث وطيش.
وإن مثل هذه الحملة ليس لها مقصد حضاري يصب في مصالح العباد سوى العبث برابط الزواج الوثيق، وإشغال الناس عن قضاياهم المهمة التي تتمثل في البناء والتنمية والعلم والعمل.
والله سبحانه وتعالى يقول: (وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة/ 231. ويقول تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة/ 229. والله تعالى أعلم