بيان في استنكار الرسوم المسيئة للرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد أرسل الله عز وجل أنبياءه وهم صفوة خلقه وأحبهم إليه وأكرمهم عنده، أرسلهم الله تعالى هداية للبشرية ورحمة للناس أجمعين؛ وإننا معشر المسلمين لا نفرق بين أحد من المرسلين، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة/285، فكما أننا لا نقبل الإساءة لأنبياء الله جميعاً، فإننا لا نقبل الإساءة لرسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والذين أساءوا إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يعرفوه حق المعرفة، وما ذلك إلا بسبب جهلهم به وعدم اطلاعهم على سيرته العطرة التي تدعو إلى التسامح والتآخي والتعارف والتآلف، قال الله تعالى: (يَا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/13 ، ولو اطلعوا على سيرته المباركة وعرفوا حياته وصفاته الكريمة لوجدوا فيها أنموذجا للقدوة الحسنة، والأخلاق العالية، والصفات الحميدة، والقيادة الفذة، مما يجعلهم يقفون إجلالاً واحتراماً لهذا النبي العظيم، كيف وقد زكَّاه الله تعالى في كتابه الخالد على مر العصور فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم/4.
وإن دائرة الإفتاء العام تؤكد أن استمرار نشر الصحيفة الفرنسية من الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دليل على توافر القصد لتأجيج الكراهية والفتنة في العالم أجمع، فينبغي البعد عن العنف والإرهاب والسب والشتم الذي لا يؤدي إلا إلى الكراهية والحقد بين الشعوب، الأمر الذي يجب الوقوف ضده بكل حزم وإصرار، ويتحمل المسلمون جميعا مسؤولية الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذب عنه، من خلال التحلي بأخلاقه القرآنية، وإبراز صورته الحسنة المشرقة الناصعة أمام العالم، ورد الشبهات الموجهة إلى شخصه وحياته صلى الله عليه وسلم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.