بيان في نعي شهداء الواجب من الأجهزة الأمنية السعودية
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران/169-171
تنعى دائرة الإفتاء العام ببالغ الحزن والأسى شهداء الواجب من الأجهزة الأمنية السعودية الذين طالتهم يد الغدر والخيانة في المدينة المنورة، وقرب مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وفي آخر أيام شهر رمضان المبارك، شهر المغفرة والرحمة والتسامح.
لقد اغتالت يد الإرهاب الجبانة من أصحاب الفكر الظلامي هذه الثلة من الجنود أثناء تأديتهم واجبهم الوطني المقدس في حفظ أمن المدينة المنورة وضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين، وقد اعتدت بذلك على هذه الدماء الزكية التي تحرس أوطانها وتحفظ الأمن من أجل تأدية شعائر الإسلام، منتهكة حرمة المدينة المنورة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها، من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) رواه البخاري. ومنتهكة حرمة هذا الشهر العظيم، شهر رمضان المبارك، معبرة عن سلوك إجرامي مخالف لجميع قيم الإسلام ومبادئه والقيم الإنسانية، ولم تراعِ هذه الأيدي الآثمة الخارجة عن أحكام الإسلام في دماء المسلمين إلّاً ولا ذمة.
وإن دائرة الإفتاء العام تتقدم ببالغ التعازي والمواساة للمملكة العربية السعودية الشقيقة ولذوي الشهداء الأبطال، سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتقبل الشهداء في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، وستبقى دماء المسلمين الطاهرة الزكية شاهدة على جرائم هذه الفئة المجرمة الباغية.
إنا لله وإنا إليه راجعون
)وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ(