بيان في نعي شهداء الوطن من الأجهزة الأمنية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران(169-171).
تنعى دائرة الإفتاء العام شهداء الوطن من مرتبات القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله دفاعاً عن وطنهم، وحمايةً ونصرةً للمظلومين واللاجئين الذين استجاروا بهم هرباً من ويلات الحروب التي تعانيها بلادهم إلى بلد الأمن والأمان ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف حيث يأمنون على أنفسهم وأبنائهم، ونسأل الله تعالى أن يتقبلهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
إن يد الغدر المجرمة تأبى إلا انتهاك حرمة هذا الشهر العظيم دون إنسانية لتسفك الدماء وتزهق الأرواح المؤمنة الصائمة المتوضئة في شهر رمضان المبارك وهي كعادتها تعبر عن سلوك إجرامي مخالف لجميع قيم الإسلام ومبادئه والقيم الإنسانية.
وتؤكد دائرة الإفتاء العام على الاصطفاف صفاً واحداً في وجه هذا الفكر الظلامي الذي يهدف إلى تشويه صورة الإسلام وقيمه النبيلة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، كما تدعو إلى الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي عمل بشكل دؤوب على الدفاع عن الإسلام في وجه كلّ من يحاول تشويهه أو المساس بأبنائه.
وتتقدم دائرة الإفتاء العام ببالغ التعازي لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، ولذوي الشهداء الأبطال، وأجهزتنا الأمينة الباسلة سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يظلّ شهداؤنا نبراس عز وافتخار لديننا ووطننا، وقائدنا، ولجميع الأردنيين مسطرين بهذه البطولات تاريخهم الناصع المليء بقصص البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن دينهم ومقدساتهم وأوطانهم.
وإننا لنشد على أيدي جنودنا البواسل في مواجهة المجرمين والمارقين وأعداء الدين، ونعتز ونفتخر باستبسالهم في سبيل حماية الوطن والمواطنين الآمنين.
وندعو للشهداء بالغفران والرحمة، ونسأل الله تعالى لأهلهم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)