إعلان بيروت للإعلام الديني المستنير
اجتمع بدار الفتوى بالجمهورية اللبنانية يوم 21/ ديسمبر (كانون الأول) 2015م مفتي جمهورية مصر العربية، ومفتي المملكة الأردنية الهاشمية، ومفتي الجمهورية اللبنانية وأصدروا إعلاناً سموه "إعلان بيروت للأعلام الديني المستنير". وهذا نصه:
بالنظر إلى تفاقم ظواهر التطرف في المجتمعات العربية والإسلامية، واستخدامها لوسائل التواصل في التحريض على القتل والتنكيل والتكفير بما يسيء إلى الأديان والأخلاق، وإلى قواعد وأعراف العيش المشترك، والحريات الخاصة والعامة وإلى توجهات الشباب، إلى رؤية العالم للعرب والإسلام.
وبالنظر إلى ظواهر الفَلَتان والإثارة في المقابلات والآراء وبثها في وسائل الإعلام والتواصل، بأشكال غير مسؤولة دينياً ووطنياً وأخلاقياً.
وبالنظر إلى أن الدعوة الدينية بيانٌ وبلاغٌ تجاه الدين والمجتمعات والعالم الأوسع؛ فإن المفتين المجتمعين بمقتضى مسؤولياتهم الدينية والعربية يتوجهون إلى الجمهور العربي والإسلامي والعالمي بالبيان التالي:
أولاً: تجديد الالتزام بالخطاب الديني الإصلاحي والوسطي بما يؤدي إلى الإسهام في صون الدين على ثوابته وأعرافه المستقرة، ونشر قيم السماحة والاعتدال، وتعزيز السلم في المجتمعات، واستعادة الثقة بين الأجيال، ودعم تقاليد العيش المشترك، وتصحيح العلاقة مع العالم.
ثانياً: تجديد الالتزام بتطوير إعلام دينيٍ مستنير ومحترف وجذاب يدعو ويعمل على نشر مقولات وقيم ومفردات الدعوة الدينية المسؤولة، والعاملة على الوصول إلى سائر فئات المجتمع وبخاصةٍ فئة الشباب؛ بما يقتضه ذلك من قَبولِ للآخر الديني والمذهبي والوطني والعالمي، والتزام السلم والتكافؤ والثقة في حالات الاختلاف.
ثالثاً: التعاوُنُ بين دُور الإفتاء في مصر والأردن ولبنان، في مجالات تبادل المعلومات والخبرات والزيارات المتعلقة بالدعوة والإعلام، والتعاون في تدريب الأئمة والمدرسين على وسائل ووسائط مكافحة التطرف في الدين، وأي تطرف ٍ آخر يهدد أمن المجتمعات العربية ووحدتها واستقراها.
رابعاً: دعوة الجهات الدينية الإسلامية والمسيحية إلى التعاون في إقامة "مرقب" للعيش المشترك يكون مقره في بيروت، يتابع الحالة الدينية في العالم العربي، وينشر تقارير موضوعيةً ونقديةً عنها في موقعه الخاص، وفي وسائل الإعلام العربية والعالمية.
خامساً: دعوة وسائل الإعلام العربية الخاصة والرسمية إلى التعامل مع القضايا الدينية بالمعرفة والمسؤولية والابتعاد عن الإثارة وتقصُد التمييز والتشويه، والتعاون مع الجهات الدينية من أجل بناء علاقات ثقةٍ واحترامٍ متبادل.
لقد كان لبنان دائماً موطناً للحريات الدينية، وللعيش المشترك المتكافئ والمسؤول، وبلداً للإعلام المستنير والمتقدم. وفي زمن ثورة الإعلام ووسائل الاتصال؛ فإن الأمل أن تقوم بيروتُ العيش المشترك والمتعدد، وبيروتُ الإعلام الجذاب والمسؤول، بدور رائد ومستنير في نشر قيم الاعتدال السياسي والاستقرار الاجتماعي من منظور قيم الدين، والإسهام في تطوير رؤيةٍ منفتحةٍ للعالم على العرب والإسلام.