بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
يشرفني أن أشيد بخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يحفظه الله ويرعاه بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي حذّر فيه وأنذر من خطر الإرهاب وآثاره السيئة.
والعالم اليوم بحاجة إلى الحب والسلام والرحمة والعدل والتسامح والمساواة والاعتدال والوئام، قال الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الأعراف/156، هذه مطالب جلالته كزعيم عربي مسلم ومن الأسرة الهاشمية المباركة، ووصيّ على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأثمّن ما ورد في خطاب جلالته، وأؤكد على ما جاء فيه:
أولاً: علاج الإرهاب والتطرف لا يكون إلا بتحقيق العدل والمساواة، وكفّ الظلم والعدوان، والأخذ على يد الظالم ونصرة المظلوم.
ثانياً: شرعت العبادات في الإسلام لتعويد المرء على الأخلاق الفاضلة والتمسك بها مهما تغيرت أمامه الظروف أو تبدّلت، فالإنسان إذا لم يستفد من عباداته خلقاً حسناً، يطهر قلبه ويزكي نفسه، ويهذب سلوكه مع الله تعالى ومع الناس فقد ضل وهوى، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل/90، وقال سبحانه: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45، وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [رواه البخاري].
ثالثاً: بحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، نؤكد على حق الفلسطينيين في أرضهم وترابهم الوطني ودولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونؤكد على احترام التعايش والتعامل الأخلاقي والإنساني بين جميع الشعوب، ونرفض التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة.
رابعاً: اللسان طريق التواصل، ومن خلاله يصل الإنسان إلى مدارج الكمال المنشود، والتواصل في أقوالنا وأعمالنا، في مدارسنا وجامعاتنا وسائر جوانب حياتنا، لا يكتمل إلا بالكلمة الطيبة، والابتعاد عن الفحش والتفحش، (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) [رواه الترمذي]، فالكلمة الطيبة عند التواصل صدقة.
خامساً: إن الحقد والبغض والكراهية والتطرف والإرهاب من علامات الجهل والعداوة للإسلام، فلا يستريح هؤلاء الإرهابيون إلا إذا أرغوا وأزبدوا وآذوا وأفسدوا وقتلوا وعذبوا وحرقوّا.
فنبد العنف والإرهاب والتكفير، والتطهر من سوء القول والعمل هو حقيقة الصلاة والعبادات كلها، قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) [رواه البخاري].
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا آمناً مطمئناً، وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله ربّ العالمين.