رسائل مهمة
في ذكرى مولد الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد؛
فإن البشرى تعم أرجاء المعمورة وتغمر وجوهنا وتملأ صدورنا في كل عام بمجيء ذكرى مولد الهادي البشير والشاهد النذير والسراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى: {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46] وليكون {رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] والذي فاضت أنواره صلى الله عليه وسلم علينا، ولهذا فإن لي في هذه الذكرى العطرة رسائل أوجهها إلى إخواني المسلمين جميعا:
الرسالة الأولى: في تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ينبغي على جميع المسلمين أن يعظموا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى عظمه ورفع قدره وشأنه صلى الله عليه وسلم ومن صور تعظيم الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:
1- أوجب الله تعالى الإيمان به وطاعته على جميع المسلمين وجعل طاعته من طاعته تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] ويقول النبي: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله)[1].
2- أمر الله تعالى المسلمين باستعمال الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الجلوس معه وفي حال مخاطبته ، فحرم عليهم أن يتقدموا عليه بقول أو فعل بغير إذنه ولا أن يرفع أحدهم صوته بحضرته إجلالا له : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُون} [الحجرات: 1 - 4] حيث إنهم ينادونه باسمه وبغلظة وجفاء مما لا يناسب تعظيمه صلى الله عليه وسلم، "فأوجب تعالى تعزيره وتوقيره.. وألزم إكرامه وتعظيمه"[2].
3- ومنها؛ أن الله تعالى جعل أزواجه أمهات للمؤمنين بحيث لا يحل لأحد من بعده أن يتزوج بواحدة منهن تعظيما لمقامه صلى الله عليه وسلم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] مع قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53].
ولذلك فقد عظم الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صور تعظيمهم له؛
1- ما روي عن عمرو بن العاص قال: وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه.. وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له.. ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه"[3]. وعن أنس رضي الله عنه: " كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس وفيهم أبو بكر وعمر فلا يرفع إليه أحد منهم بصره إلا أبو بكر وعمر فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ويتبسمان إليه ويتبسم إليهما"[4].
2- يروي لنا عروة بن مسعود كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمونه – عندما أرسلته قريش ليفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية – وهو يرمق أصحاب النبي رضي الله عنه بعينيه، قال:" فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إنْ رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له"[5].
3- وهكذا ينبغي على كل مسلم أن يعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يعظمه سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وتعظيمنا له يكون بتعظيم أوامره والمحافظة على سنته صلى الله عليه وسلم.
الرسالة الثانية: في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من موجبات الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ومستلزمات تعظيمه أن نحبه محبة تفوق على محبتنا لأي شيء آخر حتى أنفسنا، فيجب على كل مسلم أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه وآبائه وأزواجه وأبنائه وماله ومن كل شيء في هذه الدنيا، وهذا ما فعله أصحابه وبهم نقتدي ومن هذه الدلائل:
1- فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيده، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك)، فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر)[6].
2- أسر المشركون زيد بن الدثنة -وكان خارجاً في سرية- أخرجوه من الحرم ليقتلوه، واجتمع رهط من قريش منهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان لما قدم ليقتل: أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي! يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً!"[7].
3- روى ابن هشام في سيرته عن سعد بن أبي وقاص، قال:" مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها، قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؟ قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل! تريد صغيرة، قال ابن هشام: الجلل: يكون من القليل، ومن الكثير، وهو ها هنا من القليل"[8]. ومن هذا يتبين لنا بأن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن مقتصرة على الرجال بل كانت عند الرجال والنساء معا، ولم يكن الرجال بأكثر محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء كما ورد في كثير من الأحداث التي تظهر فيها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النساء.
4- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب)[9]. فالمحب رفيق لحبيبه صلى الله عليه وسلم.
وفي المقابل، فإن الله تعالى يحذر أشد التحذير من كان في قلبه شيء من الدنيا أحب إليه من الله ورسوله يقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]
الرسالة الثالثة: في اتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
لا شك أن من مستلزمات محبة الله تعالى وصدق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ المسلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون له منهاجا وطريقا يسير عليه يقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] وما هذا إلا لأن الهدى كل الهدى باتباعه والسير على طريقه صلى الله عليه وسلم ويقول الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النور: 54] فطاعته صلى الله عليه وسلم من طاعة الله تعالى.
والاتباع يكون بالعمل بما ثبت عن رسول الله من أحاديث يبين لنا فيها أحكام ديننا لأن ما جاء به مما ثبت عنه واجب الأخذ به لقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7] وثمرة هذا الاتباع هو رضوان الله تعالى ومحبته وأن يكون رفيقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69، 70]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)[10].
ومن هنا يجب على المسلمين ألا يستمعوا لأولئك الذين عميت قلوبهم وبصائرهم من أعداء الأمة الذين يطلقون ألسنتهم طعنا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرونها ويطلبون من المسلمين إلغاءها بأعذار شتى قبيحة، ومن المؤسف أن نجد بعض المنتسبين إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يتبنى هذا النهج وما هم إلا ببغاوات يرددون كلاما لا يدرون ما هو أو يدرون ويطلبون به الدنيا فويل لهم من الله تعالى إن لم يتوبوا إليه. وهؤلاء ليسوا بقدوة لنا ولكن قدوتنا هم الصحابة الذين كانوا أشد الناس اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا عبدالله ابن عمر يروى أنه " كان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس"[11]. وكذلك الحال مع علماء الأمة ومنهم مالك رحمه الله الذي " كان الناس إذا أتوا مالكا رحمه الله خرجت إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ: تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا: المسائل. خرج إليهم في الوقت، وإن قالوا: الحديث. دخل مغتسله فاغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا وتعمم، وتلقى له منصة فيخرج فيجلس عليها، وعليه الخشوع، ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يجلس على تلك المنصة إلا إذا حدث. يقول ابن أبي أويس: فقيل له في ذلك، فقال: "أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا"[12].
وفي الختام؛ أخي المسلم يا من تريد رضوان الله تعالى ومحبته وجنته عليك بتعظيم الحبيب المصطفى ومحبته صلى الله عليه وسلم، وأن تدلل على صدق ذلك باتباع سنته والسير على نهجه والإكثار من الصلاة عليه خاصة يوم الجمعة فقد ورد في الحديث: (أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا)[13] وبهذا تكون من أتباعه المتقين.
ليلة المولد[14] الذي كان للدّيـ ... ـن سرورٌ بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد... ولد المصطفى وحقّ الهناء[15]
[1] البخاري: صحيح البخاري، برقم/ 7137.
[2] عياض: الشفا، ج/2 ص/ 79.
[3] مسلم: صحيح مسلم، برقم/ 192.
[4] الترمذي: سنن الترمذي، برقم/ 3668.
[5] البخاري: صحيح البخاري، برقم/ 2731.
[6] البخاري: صحيح البخاري، برقم/ 6632.
[7] ابن كثير: السيرة النبوية، ج3/ ص/ 128.
[8] ابن هشام: سيرة ابن هشام، ج/2 ص/ 99.
[9] البخاري: صحيح البخاري، برقم/ 6169. ومسلم: صحيح مسلم، برقم/ 2640.
[10] البخاري: صحيح البخاري ، برقم/ 7288. ومسلم: صحيح مسلم، برقم/ 1337.
[11] ابن الأثير: أسد الغابة، ج/ 3ص/336.
[12] السخاوي: فتح المغيث، ج/3 ص/221.
[13] البيهقي: السنن الكبرى، برقم/5994.
[14] للعلم: نص الشافعية والمالكية على أن ليلة المولد النبوي الشريف هي أفضل ليالي الدنيا. فقد جاء في حاشية الشرواني: "والحاصل أن أفضل الأيام عندنا يوم عرفة، ثم يوم الجمعة، ثم يوم عيد الأضحى، ثم يوم عيد الفطر وأن أفضل الليالي ليلة المولد الشريف، ثم ليلة القدر، ثم ليلة الجمعة، ثم ليلة الإسراء هذا بالنسبة لنا وأما بالنسبة له صلى الله عليه وسلم فليلة الإسراء أفضل الليالي؛ لأنه رأى فيها ربه بعيني رأسه على الصحيح والليل أفضل من النهار" الهيتمي: تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي، ج/2 ص/ 405. والونشريسي المالكي: المعيار المعرب، ج/1 ص/339.
[15] البوصيري: ديوان البوصيري، ص/ 49.