الانتخابات البلدية وسيلة شرعية لإبداء الرأي بحرية وأمانة، وعملية شورية تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، الغاية منها اختيار مجالس بلدية في كل المحافظات، تتولى شؤون المدن والقرى من حيث نظافتها، وصيانتها، وتنظيمها على أسس علمية وفنية، لتصبح كل مدينة وقرية شامة بين مثيلاتها.
لذا فإن مسؤولية المجالس البلدية كبيرة، لا يقوم بها إلا من اتصف بالكفاءة والاقتدار، والرغبة في العدل وإقامة الحق والإحسان، وكان على علم بوجوه التصرف بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن، ويعزز من قيم الولاء والانتماء عند المواطنين، قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف/55.
ومن اجتمعت فيه الكفاءة والأمانة في القيام بأمر من الأمور فقد استحق صوت ناخبيه، قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) القصص/26،
فالواجب انتخاب الأفضل والأصلح وصاحب الكفاءة، والمسلم يسعى لأمور دينه ودنياه، ويؤديها بالشكل الصحيح الذي أراده الله عز وجل ، ويشهد بما يحبه الله ويرضاه باختيار الأكفاء؛ فإن عملية التصويت شهادة يسأل عنها المرء يوم القيامة، قال تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف/19.
ولا يخفى أن ما يتم من تجاوزات داخل العملية الانتخابية من شراء للأصوات أو تزويرها محرم شرعا.
وينبغي على جميع الأردنيين أن يتكاتفوا من أجل إنجاح العملية الانتخابية، وانتخاب الأكفأ ممّا يعود أثره على جميع المواطنين بشكل مباشر وملموس. والله أعلم.