تاليًا الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة (الرأي) مع سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة حول بعض القضايا المتعلقة بالرياضة وشهر رمضان المبارك. وقد تم نشره بتاريخ (1/رمضان/1434هـ) الموافق (10/تموز/2013م).
سؤال:ما هي نظرة الإسلام إلى الرياضة؟
الرياضة إذا خلت من المخالفات الشرعية فهي مباحة، وإذا كانت نية القائمين على النوادي هي تدريب الشباب وإيجاد جيل قوي في جسمه، سليم في تفكيره؛ فلهم بذلك أجر.
وقد أثنت ابنة الرجل الصالح في (مَدْيَن) على نبي الله موسى عليه السلام، فقالت لأبيها مبدية إعجابها بقوته وشجاعته وأمانته وعفته: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) القصص/26، وفي سورة النمل اعتز جند الملكة بلقيس بقوتهم وشجاعتهم حيث قالوا: (نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ) النمل/33.
وقد باشر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أنواع الرياضة بنفسه، وكان من أقوى الناس وأشدهم، روى ابن هشام في "سيرته" قال: "كَانَ رُكَانَةُ بنُ عَبْدِ يَزِيد بنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَشَدَّ قُرَيْشٍ، فَخَلا يَوْمًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ شِعَابِ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رُكَانَةُ، أَلا تَتَّقِي اللَّهَ وَتَقْبَلُ مَا أَدْعُوكَ إلَيْهِ؟! قَالَ: إنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي تَقُولُ حَقٌّ لاتَّبَعْتُكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَرَأَيْتَ إنْ صَرَعْتُكَ، أَتَعْلَمُ أَنَّ مَا أَقُولُ حَقٌّ؟! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقُمْ حَتْي أُصَارِعَكَ. قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ رُكَانَةُ يُصَارِعُهُ، فَلَمَّا بَطَشَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَضْجَعَهُ، وَهُوَ لَا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: عُدْ يَا مُحَمَّدُ. فَعَادَ فَصَرَعَهُ" "سيرة ابن هشام" (1/ 390).
وكان الرمي بالسهام من الرياضات المحببة إلى الصحابة رضوان الله عليهم والمنتشرة بينهم، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول:((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) الأنفال/60، أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "أَجْرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ضُمِّرَ مِنَ الخَيْلِ مِنَ الحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ. وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى" رواه البخاري.
فالرياضة شأنها شأن أي عمل آخر حكمها يكون حسب النية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري، وبقدر خلوه من المحذورات الشرعية كالاختلاط وتكشف العورات.
سؤال:انتخابات الاتحادات الرياضية يستخدم فيها المرشحون كافة الوسائل التي تؤدي إلى نجاحهم، لكنهم في أحيان أخرى يلجأون إلى استغلال حاجة البعض المادية؟
يتم انتخاب الاتحادات الرياضية حسب الكفاءة والمعرفة في هذا الفن, وانتخاب الأكفاء أمانة، ولا يجوز للناخب أن يأخذ عوضًا عن هذه الأمانة، قال الله تعالى:(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) البقرة/188.
وإدلاء الشهادة سيُسأل عنها الإنسان يوم القيامة لقول الله عز وجل:(سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف/19. والأصل أن يكون التعامل بين الناس على أساس إنساني أخلاقي ديني، وهذا الأساس يقوم على الصدق وقول الحق والعدل والأمانة، فإن وضعت هذه الضوابط بين المتعاملين في أي شأن من شؤون الحياة عندئذ لا نلجأ إلى الضغط المادي، أو إلى الشهادة الكاذبة، ولا إلى تغليظ الأيمان وتوكيدها، بل تسير المعاملات حسب ما يريده الشرع الشريف ثقة وصفاء ومحبة ومودة بين الجميع، لا يعرفون المكر ولا التدابير الخفية.
سؤال:إذا نوى الرياضي الصوم، لكنه تعرض لإجهاد فلم يعد بمقدوره الاستمرار في الصوم، فهل يجوز له الإفطار؟
لا يجوز للرياضيين الإفطار من أجل الألعاب الرياضية، فهي ليست من الأمور الضرورية ولا الحاجية التي تبيح الإفطار، وقد قال الله تعالى:(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة/185، فالصوم ركن من أركان الإسلام الخمس، يجب على المسلم البالغ العاقل، ومن وجب عليه الصوم فعليه أن يسعى في تنظيم ظروفه ووقته ليتمكن من أدائه.
ولا يجوز أن تُقدَّم الرياضة على ركن من أركان الدين، خاصة أن بالإمكان تأجيل المباريات لما بعد الإفطار في الدول المسلمة، وبالإمكان التنسيق مع المسؤولين عن الرياضة في الدول غير المسلمة بما يعين الرياضيين المسلمين على المحافظة على حرمة الشهر الفضيل.
فإن صام الرياضي فأصابته مشقة شديدة غير معتادة بسبب حاجته إلى المشاركة فعندها يجوز له الفطر، لكن ذلك لا يعفيه من وجوب نية الصوم ومباشرته أول النهار، فإن عرضت له المشقة الشديدة أفطر حينها فقط، وعليه القضاء.
وأما إذا كان الرياضي مسافرًا سفرًا طويلاً -يزيد على (81) كم-؛ فإنه يباح له الفطر مدة سفره لأجل السفر، ومع ذلك فالصوم في حقه أفضل؛ لقوله تعالى:(وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة/184، فإن أفطر فعليه القضاء في أيام أُخَر؛ لقوله تعالى:(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة/184.
سؤال:ما حكم الرهان الذي يجري على المباريات الرياضية؟
الرهان أن يُخرج كل واحد رهنًا؛ ليفوز السابق بالجميع إذا تمت له الغلبة، ومن معاني الرهان:أن يتراهن شخصان أو مجموعتان على شيء يمكن حصوله كما يمكن عدم حصوله، كأن يقولا مثلاً: "إن لم تمطر السماء غدًا فلك عليَّ كذا من المال وإلا فلي عليك مثله من المال". وهذه صورة السؤال المطروح، فالرهان بهذا المعنى حرام باتفاق الفقهاء بين الملتزمين بأحكام الإسلام؛ لأن كلاًّ منهما متردد بين أن يغنم أو يغرم، وهو صورة من صور القمار المحرم.
فالكسب المادي من رهان الجمهور على نتائج المباريات حرام؛ لأنه صورة من صور القمار، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90. والميسر: القمار الذي كانوا يتقامرون به في الجاهلية.
سؤال:ما حكم التلاعب بنتائج المباريات التنافسية من قبل اللاعب أو المدرب لهدف مادي أو غيره؟
ديننا الحنيف يحث المسلمين على ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة والمتطورة حسب الظروف، لما لها من أثر عظيم في بناء الجسم وتقوية العضلات، قال صلى الله عليه وسلم:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) رواه مسلم.
وقد أثبت علم الطب الرياضي أن التمرينات الرياضية تزيد إفرازات هرمون النمو، وأثبت كذلك أن حالات الاكتئاب والتوتر تقلل من إفراز هذا الهرمون.
وإذا نظرنا إلى بعض العبادات كالصلاة والصيام والحج؛ وجدناها عبارة عن ألوان من الرياضة الروحية والبدنية التي يترتب عليها صلاح الجسم وصفاء الروح وسلامة العقل.
ويؤكد علم النفس أن هناك صلة كبيرة بين العقل والجسم؛ فما يؤثر في العقل يؤثر على الجسم، وما يؤثر في الجسم يؤثر على العقل؛ فلكي يستطيع الإنسان القيام بأعباء الحياة يجب أن يكون قويًّا في جسمه، سليمًا في بدنه، قال أحد الحكماء: إن الحياة عدو لا يستطيع التغلب عليه إلا كل من كان قويًّا في جسمه، شديدا في بأسه.
فالرياضة لها غاية نبيلة وشريفة تسعى لإيجاد جيل قوي يتنافس تنافسًا شريفًا ليحقق أهدافًا سامية؛ وهي صلابة في الأجسام، وقوة في العقول، وحسن في الأخلاق، فإن ضعف مرة ازداد تدريبه وإعداده ليصل إلى نتائج أعلى في المرات القادمة.
ولكن إذا تبين أن هنالك تلاعبًا في النتائج من قِبَل اللاعبين أو أحد المدربين؛ عندئذ تتحطم نفسيات بقية اللاعبين، وتتغير الأهداف الرئيسية من الرياضة إلى تنافس مادي شديد، لا علاقة له بالرياضة، وهذا غش وحرام كما قال صلى الله عليه وسلم:(من غش فليس مني) رواه مسلم، فتواطؤ اللاعب وغش المدربين حرام شراعًا، وأيما لحم نبت من السحت فالنار أولى به.
سؤال:ما الحكم الشرعي في كذب اللاعب أو الحكم أو الإداري؛ من أجل أن يفلتوا من عقوبة قد تقع عليهم من قبل الاتحاد الرياضي؟
الكذب من أي إنسان رذيلة محضة تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها، وهو حرام ولو كان فيه نجاة في الدنيا لقوله تعالى:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119. وقد يُسوِّل الشيطان للضعفاء من الناس أن هنالك أعذارًا لمن يشعر بوساوس الحرص على مكانه، أو الخوف على شيء يملكه، لكنه لا عذر البتة لمن يتخذون الكذب خلقًا ويعيشون به على خديعة الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) رواه أحمد، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا" رواه مالك.
ويُعدُّ الكذب كبيرة، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر)؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (الإشراك بالله عز وجل، وعقوق الوالدين وقتل النفس، قال: وكان متكئًا فجلس فقال:(ألا وقول الزور، وشهادة الزور) فما زال يقولها حتى قلنا: ليته سكت. رواه البخاري.
ونجاح الرياضيين والأندية في أداء رسالتهم يعود إلى جملة ما يقدمه منتسبوها من أعمال صادقة، روى ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) متفق عليه.
سؤال:اللاعب الذي يحصل من ناديه على مبلغ مالي من قرض بنكي، هل يجوز أن يخصص جزءًا منه للزكاة؟
لا يجوز للمسلم أن يأكل الربا ولا أن يؤكله أحدًا، وحرمة الربا لا تخفى على مسلم، فالأولى باللاعب أن لا يجبر ناديه على أخذ القروض الربوية، ولا يجوز للنادي أن يأخذ الربا، ومع هذا فالمبالغ التي يملكها المسلم إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول تجب فيها الزكاة.
سؤال:أُعلن في مؤتمر صحفي عن وفاة (14) شخصًا نتيجة تناولهم للمنشطات، فما حكم تناولها؟
تؤكد النصوص العامة في الشريعة الإسلامية على حفظ الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والمال، والعقل، والنسل. وبذلك يكون حكم استعمال المنشطات البدنية التي يستخدمها الرياضيون محرمًا للأدلة الآتية:
أولاً:المعنى الأسمى للرياضة هو تقويم الجسم، ودفع الضرر عن النفس والبدن، وإظهار جوانب القوة والنشاط، وحتى لو كانت الرياضة للترفيه عن النفس فهي جائزة، بشرط الانضباط بضوابط الشرع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سابق زوجته عائشة رضي الله عنها، وصارع ركانة، وسابق على الخيل والإبل... إلخ.
ثانيًا:عند النظر إلى المصالح والمآلات في استخدام المنشطات، نجد أنها لا تُحقِّق للإنسان المتعاطي أي نفع على الإطلاق، بل تؤدي إلى ضرر محض يؤثر على الجسم والعقل، والأصل في الجسم أن يكون قويًّا ونشيطًا في حالته الاعتيادية الطبيعية، وعندما تدخله هذه المواد فإنها تقلب المنافع إلى مضار، وبالتالي يتعارض استخدام تلك المنشطات مع القواعد العامة في الشريعة الإسلامية التي تنص على دفع الضرر.
ثالثًا:من قواعد الشرع أن "ما ثبت ضرره؛ ثبتت حرمته". وقد ثبت ضرر هذه المنشطات طبيًّا؛ فثبتت حرمتها شرعًا، فالنصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة جاءت صريحة بتحريم بعض المواد المضرة على الجسم والدين والمجتمع كالخمر، والبعض الآخر من المواد جاءت الحرمة فيها باعتبار النظر إلى المآلات السلبية الناتجة عن الاستخدام.
رابعًا:المنشطات الرياضية اعتداء على الفطرة الربانية التي فطر الله الناس عليها، وفيها تدمير لصحة الإنسان، وتغيير لطبيعة الجسد، قال الله تعالى -على لسان إبليس-: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) النساء/١١٩، وتغيير خلق الله هو كل تصرف يؤدي إلى تغيير صورة الإنسان.
خامسًا:استخدام المنشطات الرياضية يؤدي إلى كثير من الأمراض المزمنة والمستعصية والقاتلة، بل قد يؤدي استخدام المنشطات في بعض الأحيان إلى الموت، والله عز وجل نهى الإنسان أن يقتل نفسه حيث قال تعالى:(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/29، وقال تعالى:(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة/195.
سادسًا: استخدام المنشطات الرياضية يورث الكذب والغش، ويقلب الحقائق، ويجعل جسم الرياضي يظهر نشيطًا وقويًّا وهو في الحقيقة غير ذلك، وهذا غش وقلب للحقائق، والله تعالى أمرنا بالصدق حيث قال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119، وقال صلى الله عليه وسلم:(من غشنا فليس منا) رواه مسلم، وقال عليه الصلاة السلام:(الخديعة في النار) رواه البخاري في "صحيحه" معلقًا بصيغة الجزم.
سابعًا:هذا الحكم الشرعي توافقه التنظيمات والقوانين الدولية التي تمنع استخدام هذه المنشطات.
سؤال:إذا تعرض اللاعب للإصابة أثناء اللعب اضطرته إلى تناول الأدوية للعلاج، كيف يتعامل مع الموقف رغم نيته للصيام؟
يجب على المسلم صيام رمضان، وينبغي أن يتجنب كل ما من شأنه أن يُضر بصيامه، لكن إذا حصلت له إصابة اضطرته لأخذ أدوية فهو معذور بعذر المرض، فإن تعين عليه أخذ العلاجات والأدوية على مدار اليوم ليلاً ونهارًا جاز له الفطر، قال الله تعالى:(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة/185.
سؤال:هل أنتم مع إقامة المباريات التنافسية خلال النهار في شهر رمضان؟
صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم:(بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ) رواه مسلم.
ويطالب بهذا الركن كل مسلم بالغ عاقل ولا يستثنى منه إلا المريض أو المسافر أو ذوي الأعذار؛ لقول الله عز وجل:(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة/185. والصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات نهارًا، فالصائم عنده صبر وقدرة على تحمل الجوع والعطش والتعب، وهذا أكثر ما يحتاج إليه الرياضيون، فمن لم يصبر على العطش والتعب لا يصلح أن يكون رياضيًّا.
والرياضي مطالب بالصيام، ويجب أن يؤدي العبادات على وجهها الصحيح، وفي زمنها المخصوص، وأن يشارك أهلَه وأبناءه والمسلمين في عبادتهم وطاعتهم لله تعالى، فلو قضى الصيام في أيام أخر لا يرتاح نفسيًّا، لا سيما أن الصيام تنقية للجسد والروح، وهو من أشدّ الناس حاجة إلى ذلك.
وكلنا يعلم أنّ الملاعب هذه الأيام مزوّدة بالإنارة الممتازة، فيمكن إقامة المباريات التنافسية ليلاً، ولا يتأثر اللاعبون بذلك، بل قد يكون الليل أفضل بسبب تحسن الجو، وانخفاض درجات الحرارة؛ لأن النهار غالبًا ما تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تستثني النوادي إقامة المباريات التنافسية شهر رمضان، وتخصصه للعبادة حتى يرتاح الرياضي نفسيًّا وفكريًّا وجسديًّا؟! هنالك مؤسسات تستريح شهرًا كاملاً من أعمالها، فلو فعلت ذلك النوادي الرياضية فهذا أفضل من أن يشعروا بثقل حلول هذا الشهر العظيم، وبعد ذلك يشعر الناس أن النوادي الرياضية عبارة عن مؤسسات فكرية ثقافية أخلاقية اجتماعية يتفاخر بها خريجو تلك النوادي وأهلوهم وكل من ينتمي إليها.