بيان بخصوص فوز جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بجائزة تمبلتون
تتقدم دائرة الإفتاء العام بأجمل آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وللشعب الأردني والأمة العربية والإسلامية بمناسبة فوز جلالته بجائزة تمبلتون العالمية لعام 2018م، حيث جاء هذا التكريم تقديراً لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية.
ونؤكد أن هذا التكريم المستحق لجلالة الملك حفظه الله يشير إلى تقدير الغرب واحترامه لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين المسلمين أنفسهم وبين الإسلام وغيره من الأديان، مما يعكس الرؤية الفكرية الملكية القائمة على المحبة والسلام والوئام بين الجميع، حيث أطلق جلالته مجموعة من المبادرات التي تدعو لوحدة المسلمين وجمع كلمتهم، وتوحيد صفهم، باعتباره مقصد مهم من مقاصد الشريعة الغراء، ومن هذه المبادرات (رسالة عمان) في 9 نوفمبر 2004م التي أسست للاعتراف بالمذاهب الإسلامية والدعوة للحوار وقبول جميع المسلمين لبعضهم البعض والتعاون معاً، ورفض منهج التكفير والإقصاء، مما يحقق الوئام بين أبناء الإسلام وأتباعه.
ومن عمّان 2007م، صدرت مبادرة (كلمة سواء)، برعاية مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، حيث دعت للسلام والتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وإيجاد أرضية مشتركة تقوم على حب الله، وحب الجار، حيث يتم في ظل هذه المبادرة عقد لقاءات دورية لتفعيل الحوار الإسلامي المسيحي، مما يحقق الوئام بين أبناء المجتمع بمختلف أطيافه ومعتقداته.
وفي 20 أكتوبر /تشرين الأول 2010م، تبنت الأمم المتحدة مبادرة (أسبوع الوئام بين الأديان) التي قدمها جلالة الملك حفظه الله، ليصبح أول أسبوع من شهر شباط أسبوع الوئام بين الأديان، والهدف من هذه المبادرة توفير نقطة محورية يدرك من خلالها جميع الأفراد من ذوي النوايا الحسنة أن القيم المشتركة التي يؤمنون بها تفوق نقاط الخلاف، لتشكل بذلك مصدراً قوياً للسلام والوئام بين كل الناس على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم.
إن فوز جلالته بهذه الجائزة يشكل احتراماً للطريق المعتدل الذي يتبناه الأردن على خطى صاحب الجلالة، داعين الجميع للسير على ذلك المنهج الذي استمد من قول الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
نسأل الله أن يحفظ الأردن آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، وأن يعم الأمن والأمان والسلام العادل والشامل العالم أجمع.