فتاوى بحثية

الموضوع : هل النار مخلوقة الآن؟
رقم الفتوى: 339
التاريخ : 27-09-2009
التصنيف: السمعيات
نوع الفتوى: بحثية



السؤال:

هل النار موجودة الآن؟ وهل الكفار يخلدون فيها؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الجنة والنار موجودتان الآن، وقبل أن يخلق آدم وحواء:
يقول أبو الحسن الأشعري رحمه الله: " ويقرون - يعني أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث - أن الجنة والنار مخلوقتان " انتهى. " مقالات الإسلاميين " (ص/296).
وقال أيضا رحمه الله: " واختلفوا في الجنة والنار أخلقتا أم لا؟ فقال أهل السنة والاستقامة: هما مخلوقتان. وقال كثير من أهل البدع: لم تخلقا " انتهى. (ص/475) طبعة دار إحياء التراث.
" والدليل على هذا قصة آدم وحواء التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) البقرة/35، ولفظ الجنة إذا أطلق يراد به دار النعيم الأبدي التي وعد الله بها المؤمنين.
ويدل على وجود الجنة والنار أحاديث عديدة صحيحة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) متفق عليه.
وهذه النصوص واضحة الدلالة على وجود الجنة والنار قبل يوم القيامة، فلا داعي لصرفها عن ظاهرها، ومن جحد هذه الحقائق فإنما يجري وراء تصورات كتصورات المجانين، إذ يجحد ما لم يطلع عليه مخالفا قول علام الغيوب، وخبر نبيه المعصوم الذي (رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم/18 " انتهى.
نقلا عن " المختصر المفيد شرح جوهرة التوحيد " لسماحة المفتي العام د. نوح علي سلمان (ص/203-204).
وأما الخلود فقد أجمع العلماء سلفا وخلفا على أن المؤمنين مخلدون في الجنة، وأن الكافرين مخلدون في النار، لقوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) الأحزاب/64-65.
وليس بعد كلام الله تعالى كلام، والحكمة في الخلود أنهم لو عاشوا في الدنيا خالدين لبقوا على كفرهم، كما قال تعالى: ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام/28.
والله أعلم.



للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف السابق | التالي
رقم الفتوى السابق | التالي



التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا