الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الاحتفال بالمناسبات الخاصة للمسلم التي يعدها مهمة في حياته، كذكرى زواجه أو ميلاده، أو تخرجه وغيره من مناسبات مباح شرعاً، فالفرح بنعمة الله تعالى وفضله فرح مشروع في الإسلام، لقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
وقد سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَومِ يَوْمِ الإثْنَيْنِ، فَقَالَ: (ذَلِكَ يَومٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَومٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) رواه مسلم، وصيام النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي ولد فيه من كل أسبوع كان شكراً وفرحاً بذلك اليوم، وبه يستدل العلماء على جواز الفرح في المناسبات المهمة.
والحكم على فعل بالحرمة بغير دليل هو تكلف وتشريع وافتراء على الله تعالى، فقد ذم الله سبحانه وتعالى أقواماً حرموا على الناس ما لم يرد به دليل على الحرمة، كما جاء ذلك في قول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116]، والآيات في كتاب الله تعالى على ذلك كثيرة.
وإن الحكم بالحرمة على فعل لم يرد دليل على تحريمه غالباً ما يكون مصدره هو أن هذا الفعل لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أي من باب الترك، وقد بين العلماء أنه ليس كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم يحرم فعله.
ولكن يشترط في الاحتفال مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك من عدم الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء الأجنبيات، والالتزام باللباس الشرعي، وعدم كشف العورات، أو الخلوة المحرمة.
ولا حرج بتبادل الهدايا في هذه المناسبات؛ فالهدية في الإسلام سنة في كل وقت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة) رواه أبو داود. والله تعالى أعلم.