الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم انطبقت عليه شروط وجوب الجمعة، وذلك لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].
والواجب على الأصم حضور الجمعة، سواء فهم الخطبة أم لا، وهو معذور في عدم سماع الخطبة، ويسنّ له الانشغال في هذه الحالة بالذكر والدعاء، وهو أولى من السكوت، كما جاء في [بشرى الكريم ص402] من كتب الشافعية: "والإنصات في الخطبة لمن سمعها ولو زائداً على الأربعين؛ لآية: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآن} [الأعراف:204]، وإنما يحصل بترك الكلام والذكر للسامع مع الإصغاء لما لا يجب سماعه، بخلاف الأركان لأربعين، فيجب سماعها... وبترك الكلام دون الذكر لغيره أي: لغير السامع لنحو بعد، بل يشتغل بقراءة أو ذكر سراً، بحيث لا يشوش على أحد، بخلاف الكلام، فمكروه وإن لم يسمع".
وانشغال الأصم أثناء حضور صلاة الجمعة بمتابعة الخطبة المترجمة بلغة الإشارة لا حرج فيه، لأنه ينشغل بتعلم الأحكام الشرعية والمواعظ والدعاء من خلال الخطبة المترجمة، بل يكون مواكباً للموضوع الذي يتناوله خطيب المسجد الذي يتواجد فيه.
وعليه؛ فالقيام بترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة من باب التعاون على الخير، وفيه فائدة عظيمة، حيث يمكّن الصمّ من الاطلاع على مضمون الخطبة وما تحويه من مواعظ وأحكام، مما يساعدهم على فهمها والتفقه في الدين ونشر العلم، ولهم أجر حضور الجمعة كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا) رواه النسائي. والله تعالى أعلم.