الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
التعزية سنة، واستقبال المعزين في المنزل أو المضافة وسيلة لتحقيق هذه السنة، وإذا أكرموهم بالقهوة، أو الشاي، فكل ذلك حسن، دون تقديم المحرمات كالدخان وغيره، ودون التكلف بصنع الطعام والتباهي بذلك.
والأولى أن يكون صنع الطعام لسد حاجة أهل المتوفى الذين شغلوا بميتهم عن طعامهم، كما روى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: "لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اصْنَعُوا لِأَهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ)".
أما توزيع الحلوى في أيام العزاء إذا كان بنية الصدقة عن روح الميت، فنسأل الله عز وجل أن ينال الميت ثواب هذه الصدقة، ولكن دون المبالغة في صرف الأموال على هذه الأمور، أما تخصيص يوم معين لفعل ذلك فلم يرد ما يدل عليه شرعاً، لا نهياً ولا جوازاً، فيبقى في دائرة المباح.
وتجهيز الميت ودفنه من تركته، وأما تكاليف العزاء لا يجوز أخذها من تركة الميت إلا بإذن الورثة، فإن كان بينهم من هو قاصر، فلا يجوز الأخذ من حقه، ولا يعتبر إذنه. والله تعالى أعلم.