الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة قيام الليل من الصلوات التي يتقرب بها العبد لربه، وقد امتدح الحق سبحانه أهلها بقوله: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) الذاريات/ 17، كما أكدت السنة النبوية على عظم شأنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنْ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ) رواه الترمذي، وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ" رواه البخاري.
ولا حرج على أحد في الزيادة على إحدى عشرة ركعة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) رواه البخاري ومسلم. ولم يحصر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل هنا بعدد. كما أن القيام من التنفل المطلق، وقد قال الخطيب الشربيني: "ولا حصر للنفل المطلق، وهو لا يتقيد بوقت أو سبب، ولا حصر لعدده أو لعدد ركعاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ اسْتَكْثِرْ أَوْ أَقِلَّ) رواه ابن ماجه" [مغني المحتاج1 /346].
وعليه؛ فليس هناك عدد محدد لركعات قيام الليل ينتهي إليه القائم، وله أن يستزيد من الخير قدر ما شاء. والله تعالى أعلم.