الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث حول هذا المعنى منها ما ورد في شعب الإيمان للبيهقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ)، وفي حديث آخر له: (بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ الْبَلاءَ لا يَتَخَطَّى الصَّدَقَةَ)، كما وردت أحاديث كثيرة صحيحة في فضل الصدقة.
إضافة إلى أن القواعد العامة تحث على الصدقة، وترغب فيها وتبين عظيم ثوابها، وهذا الثواب لا يقتصر على الثواب الأخروي، بل يتعداه للدنيوي، فالصدقة من أسباب علاج الأمراض، ودفع البلاء وتفريج الكرب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق، ولا مانع من أن ينوي المتصدق ذلك كله، وهو مأجور على ذلك إن شاء الله تعالى.
قال الإمام المناوي عند كلامه على حديث (دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ): "الطب نوعان: جسماني وروحاني فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأول آنفاً، وأشار الآن إلى الثاني فأمر بمداواة المرضى بالصدقة، ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كإغاثة ملهوف وإغاثة مكروب، وقد جرب ذلك الموفقون فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية" "فيض القدير" (3/515).
وعليه، لا بأس في إعطاء الصدقة بنية تحصل نفع دنيوي منها، ولكن الأفضل للمسلم أن يطلب الآخرة؛ يقول الله تعالى: (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) الأعلى/ 17، فيخرج الصدقة ويفوض أمر الثواب لله تعالى. والله تعالى أعلم.