الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة الشروق، سماها فقهاء الشافعية "صلاة الإشراق"، قال بعضهم إنها صلاة الضحى نفسها، وقال آخرون إنها غيرها.
قال الرملي رحمه الله: "الضحى... هي صلاة الإشراق كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى" "نهاية المحتاج".
وقال ابن حجر الهيتيمي رحمه الله إنها غيرها. كما نقله الشرواني في "حاشيته على تحفة المحتاج".
ودليلها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".
قال الطيبي: "أي: ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح حتى يخرج وقت الكراهة، وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق، وهي أول الضحى" ينظر "مرعاة المفاتيح" للمباركفوري.
ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس قدر رمح كما يقول الفقهاء، أي بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريباً؛ وذلك تجنباً للصلاة في وقت النهي، فعن عقبة بن عامر الجهنى رضي الله عنه قال: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ) رواه مسلم.
فمن امتثل الحديث الوارد في فضل هذه الصلاة يرجى من الله عز وجل أن يكتب له أجره، سواء سميت صلاة الضحى أم صلاة الإشراق. والله تعالى أعلم