السؤال:
أحيانا يكون والداي نائمين في غرفتهما ويتركان الباب مفتوحاً، فهل يجوز الدخول لأجل إيقاظهم مثلا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الاستئذان من الآداب التي دعا الإسلام إليها، سواء في ذلك الاستئذان على الوالدين أو على غيرهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور/58.
وهذا الأدب يشمل ما إذا كان الباب مغلقا أو مفتوحا؛ فقد نزلت هذه الآية ولم يكن للغرف أبواب كما هو اليوم، ومع ذلك وجب الاستئذان.
قال ابن عباس: "إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال... فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير، فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد"، ينظر: "تفسير القرطبي".
فعليك إذا دخلت على والديك الاستئذان عليهم أو إيقاظهم للصلاة بأي وسيلة تنبيه دون الدخول والاطلاع عليهم؛ لأنك قد تطلع منهم على ما لا يجوز لك الاطلاع عليه، (وقد روي مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سأله رجل فقال يا رسول الله أستأذن على أمي؟ فقال: نعم. قال الرجل: إني معها في البيت! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استئذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها. فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: استئذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا. قال: فاستئذن عليها). رواه مالك في "الموطأ"
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "لا يجوز دخول بيت شخص إلا بإذنه، مالكا كان أو مستأجرا أو مستعيرا، فإن كان أجنبيا، أو قريبا غير محرم فلا بد من إذن صريح، سواء أكان الباب مغلقا أم لا، وإن كان محرما فإن كان ساكنا مع صاحبه فيه لم يلزمه الاستئذان، ولكن عليه أن يشعره بدخوله بتنحنح أو شدة وطء أو نحو ذلك ليستتر العريان، فإن لم يكن ساكنا فإن كان الباب مغلقا لم يدخل إلا بإذن، وإن كان مفتوحا فوجهان والأوجه الاستئذان" انتهى من "مغني المحتاج" (5/534). والله أعلم.