الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أداء الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال عند الله تعالى، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: (الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (بِرُّ الوَالِدَيْنِ) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) قَالَ: "حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي" متفق عليه.
ولذا يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة على وقتها، ويتخذ الوسائل التي تعينه على ذلك كضبط المنبه، أو الطلب من الآخرين إيقاظه لوقت الصلاة.
ولكن إن نام بعد دخول وقت صلاة معينة، وغلب على ظنه عدم قدرته على الاستيقاظ قبل خروج وقتها استحق الإثم بذلك، وعليه التوبة إلى الله تعالى.
أما إذا نام قبل دخول وقت الصلاة فلا إثم عليه، ولكنه فَوََّتَ أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً. وفي كلا الحالتين صيامه صحيح إن شاء الله تعالى.
جاء في "حاشية الشرواني على تحفة المنهاج" (1/ 407):
"إن نام قبل دخول الوقت [وفاته وقت الصلاة] فلا إثم عليه، وإن علم أن [نومه] يستغرق الوقت، ولو جمعة على الصحيح، ولا يلزمه القضاء فوراً [لعدم تقصيره في ذلك].
وإن نام بعد دخول الوقت: فإن غلب على ظنه الاستيقاظ قبل خروج الوقت فلا إثم عليه أيضاً وإن خرج الوقت، لكنه يُكره له ذلك، إلا إن غلبه النوم بحيث لا يستطيع دفعه.
وإن لم يغلب على ظنه الاستيقاظ أثم، ويجب على من علم بحاله إيقاظه حينئذ، بخلافه فيما سبق فإنه يندب إيقاظه" انتهى.
أما تارك الصلاة كسلاً فإذا صام فصيامه صحيح إن شاء الله تعالى، ولكنه يكون مرتكباً لكبيرة من الكبائر فعليه التوبة النصوحة وقضاء الصلوات المتروكة. والله تعالى أعلم