قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء/15، وقد أخذ العلماء من ذلك ما يلي:
أ- لا يُعذَّب على الكفر إلا من بلغته الدعوة الإسلامية، فمن لم تبلغه كالذين ماتوا في الجاهلية قبل الإسلام، أو بعد الإسلام، ولم يسمعوا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولا بدينه لا يُعذَّبون.
ب- أبناء الكفار إذا ماتوا قبل البلوغ لا يعذبون؛ لأن الإنسان لا يكلف بالأحكام الشرعية إلا بعد البلوغ. أما إذا بلغ وسمع بالإسلام فإنه يُحاسَب؛ لأنه بالبلوغ اكتمل عقله وعليه أن يفكر في أُمور الدين حتى يهتدي إلى الحق وهو الإسلام، وإن لم يسمع بالإسلام فحكمه ما ذكر في الفقرة (أ).
ج- الملاحظ أن المسلمين هم الذين يسألون عن مصير الكافرين رحمةً بهم، أما الكفار فلا يسألون لأنهم لا يصدقون بكل ما يقوله المسلمون، وهم يبطشون بالمسلمين بلا رحمة، حقداً عليهم وعلى دينهم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/5)