كثيرًا ما يتحدّث الناس عن حوادث غريبة ويوجهون ظهورها توجيهاً يخدم فكرة معينة وفي هذا المقام لا بد من مراعاة أمور:
1- يجب التأكد من حدوث الظواهر الغريبة قبل الحديث عنها، فقد يلتبس على الناس الأمر العادي بالأمر الخارق للعادة، وقد تكون هناك أمور خفية خلف الظاهرة لو علمنا بها لما رأيناها خارقة.
2- الأمر الخارق للعادة إذا ظهر على يد نبي فهو معجزة، وإذا ظهر على يد رجل مسلم صالح أو امرأة صالحة فهو كرامة، وإن ظهر على يد مسلم أو مسلمة غير ظاهري الصلاح فهي معونة، وإذا ظهر على يد فاسق فهو استدراج، وهذا يعني أن الحق ليس سنده الوحيد خرق العادة بل كونه منسجماً مع قواعد الفطرة والعقل والمنطق، كما أن الظاهرة مهما كانت غريبة لا تجعل الباطل حقًّا.
3- إن الإسلام سنده منطقية أحكامه وقواعده وليس الأمور الخارقة فقط، فإن ثبت الأمر الخارق فهي برهان يضاف إلى برهان.
4- خرق العادة دليل على قدرة الله التي تستطيع أن تبطل ما ألفه الناس واعتادوه والتي لا يقيدها شيءٌ، لكن استمرار القوانين الكونية وثبوتها دليل على قدرة الله تعالى أيضاً، وصدق القائل:
وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ تدل على أنه واحد
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/1)