العورة لها معنيان:
الأول: ما تبطل الصلاة بظهوره. والثاني: ما يجب ستره.
فالجارية عورتها في الصلاة من السرة إلى الركبة، لكن لا يجوز لها إظهار شعرها أو ساقها للأجانب، فضلًا عن صدرها.
وصوت المرأة ليس عورة بالمعنى الأوّل، فلا تبطل صلاتها بظهور صوتها. أما بالمعنى الثاني فالراجح عند أهل العلم أنه ليس بعورة إذا كان على خلقته ولم تغير المرأة منه بالتكسّر والخضوع بالقول أمام الرجال الأجانب، فإن حصل منها ذلك فإن صوتها يصبح عورة وتكون آثمة بإظهاره، قال الله تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) الأحزاب/32، ويكون الرجال الذين يستمعون إليها آثمين، مثل الأغاني التي فيها زيادة على الفحش في القول تكسّرٌ واضح له تأثير على قلوب الرجال.
ويجب الابتعاد عن مشاهدة المسلسلات التلفزيونية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ إِنَّ حِمَى اللهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ) متفق عليه، وهذه المسلسلات فيها رؤية لصور النساء وبأوضاع تُثيرالشهوات، وكلام وحركات تُحرِّك الغرائز، ويتمّ إعدادها لتوحي للمشاهد بمعان مُغايرة للمفاهيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى اللعب واللهو/ فتوى رقم/7)