الفتاوى

الموضوع : حكم "العادة السرية"
رقم الفتوى: 246
التاريخ : 09-04-2009
التصنيف: منوعات
نوع الفتوى: بحثية



السؤال:

ما حكم (العادة السرية)؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

العادة السرية - وهي ما يُعرف عند الفقهاء بـ(الاستمناء) - أي: طلب خروج المني، سواء كان ذلك باليد، أو بمتابعة نظر لمحرَّم، أو سماع ما يؤثِّر لتحريك الشهوة، أو بمجرد التفكير بقصد خروج المني.

والاستمناء حرام بجميع أشكاله، وبأي طريقة كان، كما هو مذهب جمهور أهل العلم. قال الإمام الشيرازي رحمه الله: "ويحرم الاستمناء لقوله عز وجل: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون) المؤمنون/ 5-7. ولأنها مباشرة تُفضي إلى قطع النسل؛ فحرم كاللواط" انتهى. انظر: "المهذب" المطبوع مع شرحه "المجموع" (18/ 267).

ويمكن الاستدلال على تحريم الاستمناء بأدلة ثلاثة:

الدليل الأول: قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون). فقد حصر الله تعالى الاستمتاع بالاستمتاع بالزوجة والأَمَة؛ فكل استمتاع آخر فهو استمتاع محرم. وقد سمى الله تعالى من ابتغى المتعة بغير هذين الطريقين معتدياً، والاعتداء لا يكون إلا حراماً. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة قال: فهذا الصنيع - الذي هو الاستمناء - خارج عن هذين القسمين، وقد قال تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)" انتهى. "تفسير القرآن العظيم" (5/ 463).

الدليل الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الشيخان عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ). وموضع الاستدلال أنه صلى الله عليه وسلم حثَّ من استطاع الباءة - وهي القدرة على الوطء - على الزواج، فإن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وقاية من الفتن، ومن الوقوع في الحرام. ولو كان الاستمناء جائزاً لبيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولَمَا وجّه الشباب إلى الصوم مع إمكانية الاستمناء.

الدليل الثالث: قد ثبت أن للعادة السرية أضراراً صحية تلحق بمن يُمارسها، وأكد أهل الاختصاص من الأطباء أنها تؤثر على كفاءة الرجل في حق زوجته في المستقبل، كما أنها قد تؤدي إلى العقم وإلى ضعف التركيز، وغير ذلك من الأضرار الصحية التي لا تُحمد عقباها.

فالواجب على كل من ابتلي بالعادة السرية التوبة بالإقلاع عنها فوراً، والابتعاد عن كل ما يثير الشهوة من نظر وفكر مُحرَّمَين، والابتعاد عن الأطعمة التي تُثير الشهوة، والإكثار من الصوم؛ فإنه له وجاء؛ أي: وقاية من الحرام. والله تعالى أعلم.



فتاوى أخرى

أضيف بتاريخ: 06-01-2019

حكم رفع الأيدي عند الدعاء

أضيف بتاريخ: 24-08-2009

ما حكم استعمال "السبحة"

أضيف بتاريخ: 06-11-2022

الشروط الواجبة عند الذبح

أضيف بتاريخ: 04-07-2021

كيفية دفن الميت



للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف[ السابق | التالي ]
رقم الفتوى[ السابق | التالي ]


التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا



من اثار هذا السم القاتل (بوحفص امينة- الجزائر)

26-04-2009

اظن ان من يفعل شيئا بذيئا كهذا : يعاني من ضعف شخصية فهو لا يستطيع حتى التحكم في شهواته وكبحها وانه بدون حياء (مع الاسف) ولو انه تذكر ان الله يراه في هذه الحال وانه يوم يقابله سوف يتمنى هذا الشخص لو ان الارض قد انشقت وابتلعته وانه لا محالة انه سيندم على ذلك في الدنيا قبل الاخرة و سيشعر في صميمه انه جبان خائف امام كل الناس وقبل ذلك امام المولى عز وجل و لذلك عليه الاستغفار لذنبه والتوبة فالله يشفى القلوب ويسقيها ايمانا وهدى فهو الذي يسمعنا وهو من نشكي اليه همومنا -ربنا عافنا وقنا شر هذه الافة شباب امتك يارب-


من آثار العادة السرية (أحمد الحوراني- الأردن)

20-04-2009

قد يفكر البعض أن الإستمناء قد يجنب الوقوع في الزنا في بعض الحالات، وهذا من تلبيس ابليس، فإن الذي يجنب الوقوع في الزنا هو اجتنابه من غض للبصر والسمع والجوارح والإشتغال بالذكر، أما الإستمناء فهو عادة يبدأ مع الإنسان بقصد قضاء الشهوة، ومن ثم يصبح هو بحد ذاته شهوة منفصلة عن شهوة الزنا، فيصبح مقصودا بذاته، ومن آثاره أيضا، أن الرجل يتعود على قضاء شهوته لوحده فإذا تزوج لم يحسن التعامل مع الطرف الآخر وسيتعامل بأنانية كما أنه لوحده، وهذا من أكبر مضاره، أسأل الله العافية للجميع...