الخطبة غير العقد؛ لأن الخطبة هي إبداء الرغبة بالزواج من المرأة، وغالباً ما يكون الحديث مع ولي أمرها، فإذا حصل القبول جاءت مرحلة العقد وهو: إيجاب وقبول بحضور شاهدين عدلين، فيقول ولي الزوجة: زوجتك فلانة على مهر مقداره كذا، وهذا هو الإيجاب، ويقول الخاطب فورا: قبلت زواجها على المهر المذكور، وهذا هو القبول، وبه يتم العقد وتصبح المرأة زوجة للرجل، وما لم يتمّ هذا العقد لا تكون المخطوبة زوجة للرجل الخاطب، بل هي مخطوبة له فقط، وقد جرت العادة في بلادنا أن تقرأ الفاتحة بعد موافقة الولي على الخطبة.
ولا يجوز للمسلم أن يخطب امرأة مخطوبة لغيره، فلو خطبها ثم عقد عقده عليها وهي مخطوبة لغيره فقد فعل حراما، ولكن العقد صحيح، وتصبح المرأة زوجة له، وعليه أن يطلب المسامحة من الخاطب الأول ويستغفر الله تعالى مما فعل.
وبهذا يتبين جواب السؤال، فإن كان الأول لم يعقد عقد النكاح فزواج الثاني صحيح، وإن كان الأول قد عقد، فزواج الثاني باطل وإن كان عقد النكاح الأول غير مسجل عند الجهات الرسمية في الدولة.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الأحوال الشخصية/ فتوى رقم/53)