المقصود بفتح أبواب السماء أن الرحمة تنزل في تلك الليلة والدعاء يستجاب، ولا شكّ أن ليلة القدر لها شأن عظيم كما جاء في القرآن العظيم والسنّة النبوية، فقد نزل في شأنها سورة كاملة، وهناك أحاديث كثيرة في فضلها.
والرحمة إنما تنزل على من عمل الصالحات، قال تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/56، والدعاء يُستجَاب لكن بشروط منها: أن لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم، ولا يستعجل، وأن يأكل الحلال.
والإجابة إما بإعطاء الداعي عين ما طلب، أو خيراً، أو يصرف عنه بلاء، أو يدَّخر له ثواب في الآخرة، لأنّ الله تعالى لو أعطانا كل ما نريد لهلكنا، قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى/27.
وليلة القدر يُرجَى بها استجابة الدعاء على أحسن وجه، ولذا يجتهد المسلم في الدعاء، والسماء لها أبواب كما ذكر الله تعالى هذا في القرآن الكريم، لكن ما كيفيتها! فالله أعلم بذلك.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/37)