كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده يبكرون في الذهاب إلى صلاة الجمعة، فإذا وصلوا إلى المسجد اشتغلوا قبل صلاة الجمعة بقراءة القرآن والصلاة النافلة وذكر الله تعالى ونحو هذا من الأعمال الصالحة، وكنت إذا دخلت المسجد قبل الصلاة تسمع لقراءة القرآن دوياً كدوي النحل، ولا شك أن قراءة القرآن من أعظم القربات.
وفي زمننا هذا وفي الأردن خاصة رأى بعض أهل العلم أن الناس لا يجتمعون في المساجد كاجتماعهم قبيل صلاة الجمعة، فأراد أن يغتنم هذا الاجتماع ليحدثهم عما يهمهم من أمر دينهم، وجرى الأمر على هذا في مساجد المملكة الأردنية الهاشمية. فمن قام بإعطاء هذا الدرس لا نعترض عليه؛ لأن الموعظة وتعليم العلم وأحكام الشريعة ليس له وقت محدد، بل هو مرغب فيه في كل وقت.
ومن لم يلق درساً في هذا الوقت لا نعترض عليه؛ لأنه يتيح الفرصة ليتعبد الناس بما شاؤوا في هذا الوقت.
ومن المعلوم أن خطبة الجمعة يُندب فيها الاختصار، والتركيز على موضوع واحد، فلا يستطيع الخطيب أن يعالج أمورًا كثيرة مما يحتاجه الناس، بينما درس الجمعة يستطيع السامعون فيه أن يسألوا عما بدا لهم من أمور الدين.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصلاة الجمعة / فتوى رقم/1)