السؤال:
بماذا يحكم على قتلة الإمام عثمان رحمه الله تعالى، مع قدرة علي رضي الله عنه على النصرة، وغير علي، ومع مباشرة بعض الصحابة ذلك، كابن أبي بكر رضي الله عنهم، وهل يُفسّقُ من يقول: قتله جماعة ممن حضر بدراً، وهم من أهل الجنة لما ثبت من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، أو من قال: إنهم قالوا: ما قتلنا إلا كافراً؟
الجواب:
قتلة عثمان رضي الله عنه فسقة خوارج، وكذلك من أعان على قتله عاص لله تعالى، ومن زعم أن أحداً من أهل بدر أعان على قتل عثمان فقد كذب، وقد روى (سيف) في كتاب "الردة والفتوح": أن الخوارج وكّلوا يوم قتلوا عثمان رحمه الله جماعة منهم على باب علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم، ومنعوهم من الخروج إلى أن قتلوه، وأن علياً بعث الحسن والحسين إلى عثمان رضي الله عنه ليأتمروا بأمره، فأمرهما الرجوع إلى أبيهما خوفاً من توجع علي على ولديه رضي الله عنهم من مكروه ينالهما.
وكان في الخوارج عبد الله بن سبأ، وكان غرضه بقتل عثمان أن يدعو إلى عبادة علي كما دعا (بولس) إلى عبادة المسيح، وأجابه إلى ذلك جماعة بعد إفضاء الخلافة إلى علي رضي الله عنه، ومن زعم أن أحداً من الصحابة نسب عثمان إلى الكفر فقد كذب وافترى، ويعزّر على ذلك تعزيراً كثيراً. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/112)