السؤال:
هل يصل ثواب القرآن إذا أهداه القارئ إلى الميت، أم لا، وأيما أولى: القراءة عند قبره وإهداؤها إليه، أو في المنزل؟
الجواب:
ثواب القراءة مقصور على القارئ لا يصل إلى غيره؛ لقوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم/39، وقوله تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) الإسراء/7، وقال عز وجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ) فصلت/46.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (من قرأ القرآن وأعربه؛ فله بكل حرف عشر حسنات)، فجعل أجر الحروف وأجر الاكتساب لفاعليها، فمن جعلها لغيره فقد خالف ظاهر الآية والحديث بغير دليل شرعي، ومن جعل ثواب القراءة للميت، فقد خالف قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم/39، فإن القراءة ليست من سعي الميت: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ) فصلت/46.
فمن جعل شيئاً من الأعمال لغير العاملين فقد خالف الخبر الصادق، والعجب أن من الناس من يثبت ذلك في المنامات، وليست المنامات من الحجج الشرعية التي تثبت بها الأحكام، ولعل المرئي من ذلك من تخبيط الشيطان وتزيينه، ولا يجوز إهداء شيء من القرآن والعبادات؛ إذ ليس لنا أن نتصرف في ثواب الأعمال بالهبات كما نتصرف في الأموال بالتبرعات. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/150)
للاطلاع على فتوى دائرة الإفتاء المعتمدة في هذه المسألة ينظر الفتاوى رقم (
2980) (
3300).