الروح تطلق على معنيين:
الأول: ما به حياة الإنسان وحركته. والثاني: تلك اللطيفة العالمة المدركة في الإنسان.
أما النفس فلها عدة معاني:
أحدها: أن يراد به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، وإليه الإشارة بقول الله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ) يوسف/53، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك) البيهقي في كتاب الزهد عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن تؤيده الآية الكريمة.
ثانيهما: هي نفس الإنسان وذاته.
والنفس لها أحوال حسب التربية والتهذيب، قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/8-9. ولذا قال العلماء: النفس لها صفات، فإحداها النفس الأمّارة بالسوء، ثم إذا هُذِّبت كانت النفس اللوّامة - أي التي تلوم صاحبها على فعل الشر - ثم النفس الراضية المرضية، التي تُحبّ فعل الخير وتحثُّ صاحبها عليه، وتكره فعل الشر وتنهى صاحبها عنه، ثم النفس المطئمنة التي اطمأنّت إلى أحكام الله تعالى ورضيت بقضائه، وسلّمت إليه، فيقال لها عند الموت ويوم القيامة: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) الفجر/27-28.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/12)