المصلي يجب أن يكون خاشعاً في صلاته؛ فإن الله تعالى قد أثنى على المؤمنين الخاشعين في صلاتهم فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون/1-2، فإذا استطاع المسلم أن يصلي في مكان هادئ خال من الضوضاء والصخب فهو خير له، وأما إذا لم يستطع ذلك وصلى في مكان والمذياع خارج المكان وهو مفتوح وفيه كلام ولغو وغير ذلك ولا قدرة له على إغلاقه؛ فعليه أن يُؤدي صلاته ويدفع الوساس ما استطاع، ويفكّر في معنى ما يقول في الصلاة، فقد رُوي عن بعض السلف أنه أصابه سهم في رجله، ونزعه مؤلم فقال لأصحابه: إذا أردتم إخراج السهم من رجلي فافعلوا ذلك في صلاتي أي: أنه مشغول بالصلاة عن الألم.
أما إذا هجمت عليه الهواجس فلا يُؤاخَذ؛ لأنها فوق قدرته ويجب عليه أن يقاومها ويصرفها عن نفسه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، أما إن صلى والمذياع في داخل المكان الذي يصلي فيه كأن يوجد أُناس يستمعون إلى المذياع الذي يذيع برامج خالية من الغناء والموسيقى فلا بأس عليه في أن يصلي ويدعهم وشأنهم، وإن كان المذياع يذيع الموسيقى والغناء فإن استطاع أن يُطفئ المذياع فعليه أن يفعل، وإن لم يستطع فيلزمه أن يخرج من هذا المكان - إن أمكن - ليصلي في مكان آخر.
و لا يخفى أنّ الأفضل أن يصلي الفريضة في المسجد، أما السنن والنوافل فيتحين الفرص التي لا يوجد فيها مثل هذا اللغو ويصليها وإلا فليذهب إلى بيته إن استطاع ويصليها فيه لحديث: (لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ) رواه مسلم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى اللعب واللهو/ فتوى رقم/2)