إن كانت الزوجة ممن يُخدم أمثالها كما لو كانت مريضة، أو ذات منزلة اجتماعية رفيعة فكانت تُخدم في بيت أبيها، وجب على الزوج أن يأتي لها بخادمة في بيت الزوجية ما لم تسامحه؛ لأن هذا من جملة النفقة الواجبة، وإن كان أمثالها ليس لهن خدم لم يجب على الزوج أن يأتي لها بخادمة، فتخدم نفسها، ولا يجب عليها خدمة زوجها.
ونذكر بأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تخدم بيتها بنفسها، ولما طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لها خادمًا (كلمة خادم تطلق على المؤنث والمذكر) دلَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وزوجها الإمام عليّ كرم الله وجهه على شيء آخر وقال لهما: هو خيرٌ لكما من خادم، وكان هذا الشيء أن (يسبّحا الله عند النوم ثلاثًا وثلاثين ويحمداه ثلاثًا وثلاثين ويكبراه أربعًا وثلاثين) رواه البخاري ومسلم، قال علي رضي الله عنه: فما تركتها بعد ذلك، قيل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
وقد قال العلماء إن المداومة عليها مما يعين على أعمال النهار بإذن الله تعالى.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الأحوال الشخصية/ فتوى رقم/38)