تسوية الصفوف سنّة مؤكدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إقامة الصف من حسن الصلاة) ولقوله: (لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) رواهما البخاري.
ومعروف أن الصف لا يستقيم إلا إذا راعى كل واحد فيه موقفه من الذين بجانبه، ومن لم يراع ذلك وأدّى موقفه إلى عدم انتظام الصف فهو مؤاخذ بذلك شرعاً، وعلى الإمام أن يرشده ليعتدل في موقفه، هذا إن كان الإمام يراه، أما إن كان في الصفوف الخلفية التي لا يراها الإمام فليرشده من كان بجانبه من المصلين، ولا أعتقد أن مسلماً يرفض الإرشاد في هذا الموضوع، فإن لم يستقم الصف لسبب من الأسباب فصلاة الجميع صحيحة والمسؤولية يتحملها من كان السبب في الاعوجاج.
ثم إن الوقوف في الصلاة يجب أن يراعي فيه الواقف حرمة الصلاة وعظمة الله عز وجل الذي يقف بين يديه ليصلّي، والإنسان إذا فكّر في هذا المعنى لا بدّ له أن يقف في صلاته باهتمام؛ لأن الإنسان يقف أمام أمثاله باهتمام ولا يمكن أن يقف أمام مسؤول عنه بلا اكتراث، فكيف يقف بين يدي الله تعالى من غير اهتمام؟! لكن الغفلة عن هذه المعاني تؤدي لمثل هذه المخالفات.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصلاة/ فتوى رقم/37)