نشرة الإفتاء - العدد 45 أضيف بتاريخ: 22-06-2023

التقرير الإحصائي السنوي 2022 أضيف بتاريخ: 29-05-2023

المذهب الشافعي في الأردن أضيف بتاريخ: 23-05-2023

عقيدة المسلم - الطبعة الثالثة أضيف بتاريخ: 09-04-2023

مختصر أحكام الصيام أضيف بتاريخ: 16-03-2023

أثر جودة الخدمات الإلكترونية أضيف بتاريخ: 29-12-2022

مختصر أحكام زكاة الزيتون أضيف بتاريخ: 14-11-2022

نشرة الإفتاء - العدد 44 أضيف بتاريخ: 06-10-2022




جميع منشورات الإفتاء

الترويج للشذوذ الجنسي أضيف بتاريخ: 31-01-2024

أهمية الأمن الفكري أضيف بتاريخ: 09-01-2024

دور الذكاء الاصطناعي أضيف بتاريخ: 06-12-2023

التربية العقلية أضيف بتاريخ: 26-10-2023

سلسة قيم الحضارة في ... أضيف بتاريخ: 10-10-2023

المولد النبوي الشريف نور أشرق ... أضيف بتاريخ: 26-09-2023

النبي الأمي أضيف بتاريخ: 26-09-2023

اقتصاد حلال: موسوعة صناعة حلال أضيف بتاريخ: 05-09-2023




جميع المقالات

الفتاوى


الموضوع : وجوب معرفة الله تعالى معرفة يقينية جازمة

رقم الفتوى : 3342

التاريخ : 27-12-2017

التصنيف : شبهات في العقيدة

نوع الفتوى : بحثية

المفتي : لجنة الإفتاء


السؤال :

قرأت في بعض الكتب أن الله موجود، لكن لا يمكن أن نعرفه بالأدلة العقلية، ويكفي أن نعترف به قلبياً ووجدانياً بدون أدلة فعلية تثبت وجوده، وأنا صراحة مقتنع بهذا الأمر، وسألتزم به أخلاقياً بشكل صارم تماماً. سؤالي: هل القناعة الداخلية بالإله بدون أدلة حقيقية كافٍ في الدين الإسلامي، وندخل الجنة بعدها إن شاء الله تعالى؟


الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

أوجب الشرع الشريف على المكلفين معرفة الله تعالى معرفة يقينية جازمة ثابتة بالدليل العقلي الصحيح، لقوله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} محمد/19، ومعرفة الله تعالى الواجبة في الإسلام هي الإيمان بمقتضى الشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله)، أيْ: التصديق بالله تعالى بمعرفة ما يجب له من صفات الكمال، وما يستحيل عليه من صفات النقص، والتصديق بما جاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم على وجه التسليم والإذعان.

وأما إثبات وجود الله تعالى بالشكّ أو الظنّ والتخمين فلا يعدّ معرفة بالله، ولا علماً به سبحانه؛ لأنّ من شكّ أو ظنّ لم يسمَّ عالماً، فلو فرض مكلف يُثبت وجود الله ظناً أو شكاً فذلك غير مقبول منه، ولا يعدّ ذلك محقّقاً للمطلوب، قال الله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} إبراهيم/10، وقال سبحانه: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} يونس/ 36.

والحقّ الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة وعليه كثير من فرق المسلمين أن إثبات وجود الله تعالى ليس ممتنعاً، بل هو أمر اعتقادي ممكن الحصول، بل حاصل بالفعل بالأدلة العقلية، خلافاً لبعض الفلاسفة والحداثيين، قال السيد الجرجاني: "إمكان معرفة الله تعالى فرعُ إفادة النظرِ العلمَ مطلقاً" [شرح المواقف للجرجاني1/ 259]، وقال العطار: "(قوله: الحاصل عندهم)... تعريض بمن نفى حصول العلم عن النظر مطلقاً، وهم السُّمَّنية، أو لا يفيد إلا في الهندسيات والحسابيات، وهم المهندسون، أو لا يفيد في معرفة الله، وهم الملاحدة" [حاشية العطار على شرح جمع الجوامع 1/ 172].

وينبغي أن يُعلم أنّ الشرع لم يشترط على المكلف أن يعرف الله تعالى بالنظر التفصيلي في الدلائل والمسائل، بل أوجب النظر الإجمالي فقط، وهو ما لا يخلو عنه عوام الناس من المكلفين، فكلهم يستدلّ في نفسه - وإن لم يتلفظ بلسانه- على وجود الله بحسب مستواه وقدرته، ولو فُرض وجود مكلف لم ينظر البتة، أي لم يبحث في الدليل، بل كان مقلداً محضاً، فإنهم يعدّونه مقصراً في بعض ما يجب عليه من التكاليف الفرعية، فيكون بذلك مؤمناً عاصياً، وقد أشار العضد الإيجي إلى الاكتفاء بالنظر الإجمالي، فقال: "فمن كان مصدقا حقيقة، كان عالماً بهذه الأمور كلها، وإن لم يكن له تنقيح الأدلة وتحريرها، فإنّ ذلك ليس شرطاً في العلم والخروج عن التقليد" [المواقف 3/ 548].

وعليه؛ فإنّ الإسلام يوجب على المكلّف حتى يكون مؤمناً أن يصدّق بالله تعالى عن جزم ويقين، ولا يقبل منه مجرد تخمين ظني قلبي أو وجداني لا يقوم على أساس، ولو قارن ذلك التزامٌ بالأخلاق والمكارم والأفعال الحسنة في الظاهر. والله تعالى أعلم.





للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف [ السابق --- التالي ]
رقم الفتوى [ السابق --- التالي ]


التعليقات

 

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الدولة

عنوان التعليق *

التعليق *

Captcha
 
 

تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا