الفتاوى

* هذه الفتوى ننشرها باسم الفقيه الذي أفتى بها في كتبه القديمة لغرض إفادة الباحثين من هذا العمل الموسوعي، ولا تعبر بالضرورة عن ما تعتمده دائرة الإفتاء.

اسم المفتي : الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله (المتوفى سنة 660هـ)
الموضوع : ما الأعمال التي تترك لأجل الرياء؟
رقم الفتوى: 1828
التاريخ : 14-06-2011
التصنيف: المنجيات والبر والصلة
نوع الفتوى: من موسوعة الفقهاء السابقين



السؤال:

ما العمل الذي ينبغي تركه خوف الشهرة؟


الجواب:

أما الأعمال التي تترك لأجل خوف الرياء، فالأعمال ثلاثة أقسام:
أحدها: ما شرع في السر والخفاء؛ كقيام الليل وأسرار الذكر والدعاء، فهذا لا يظهره ولا يجهر به، لأنه إذا أظهره فقد خالف سنته مع تعريضه للسمعة والرياء.
والقسم الثاني: ما شرع علانية؛ كالأذان، وتشييع الجنائز، والجهاد، والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولايات الشرعية؛ كالقضاء والإمامة، فهذا لا يتركه خوف الرياء والفتنة، بل يأتي به ويجاهد نفسه في دفع الفتنة والرياء، على هذا درج الخلف والسلف رضي الله عنهم.
والثالث: ما خير الشرع فيه بين الإظهار والخفاء؛ كالصدقات، فإنه قال فيها: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة/271، فهذا إخفاؤه خير من إظهاره؛ لما فيه من الحزم وحفظ العمل عن خواطر الرياء، إلا أن يكون مُظهره ممن يقتدى به فيه إذا أظهره، وهو قوي على ضبط نفسه وحفظها من الفتنة والرياء، كمن يتصدق بدرهم على فقير مثلاً فَاقتُدِيَ به في التصدق عليه، فهذا إظهاره أفضل؛ لأنه آمنٌ من الرياء متسبب إلى التوسعة على الفقراء، وإلى مثوبة من يتصدق عليهم من الأغنياء، ومن سن سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/10)





للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف[ السابق | التالي ]
رقم الفتوى[ السابق | التالي ]


التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا