إشكاليات مصفوفة البحث العلمي عند طلبة الدراسات العليا والحلول المقترحة في تخصصات علوم الشريعة (*)
الدكتور عبد الله الربابعة، مفتي محافظة إربد
الملخّص
هدفت هذه الدراسة إلى بيان أهمية البحث العلمي، الذي هو أحد أهم مرتكزات النهضة العلمية، ولأن البحث العلمي مظهر حضاري هام للأمم المتقدمة، حيث توفر له وسائله وإمكانياته، حتى تتمكن من التوصل إلى أفضل الحلول للمشاكل التي تواجهها، ويحتاج البحث العلمي إلى العقول المبتكرة، وإلى بناء استراتيجية حقيقية متكاملة في سبيل النهوض بالبحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا في كليات الشريعة في الجامعات، ومصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية في تخصصات علوم الشريعة، هي من مشكلات البحث العلمي الذي يتناول موضوعات أكاديمية، ومشكلات بحثية لا علاقة لها بالواقع العقدي، وهناك معاناة لدى طلاب الدراسات العليا عند اختيار موضوعات الرسائل العلمية البحثية للماجستير والدكتوراه، وتحديد موضوع البحث يكاد يكبح جماح الطالب، ويلزمه في مسار محدد؛ وذلك ينعكس سلبا على عملية البحث العلمي والجدوى منها، مما يؤدي إلى مشكلة عدم التوازن الذي يعاني منه الباحث، ورغبة من الباحث في الإسهام في حل مشكلة معاناة اختيار موضوع البحث.
Abstract
This study aimed to demonstrate the importance of scientific research, which is one of the most important pillars of the scientific renaissance, and because scientific research is an important civilized aspect of advanced nations, as it provides it with its means and capabilities, so that it can reach the best solutions to the problems it faces, and scientific research needs innovative minds, And to build a real integrated strategy in order to advance scientific research among graduate students in Sharia faculties in universities, and the matrix of theses topics in the disciplines of Sharia sciences, are among the problems of scientific research that deals with academic topics, and research problems that have nothing to do with the doctrinal reality, and there is suffering. For postgraduate students when choosing the topics of research dissertations for masters and doctorate, defining the research topic almost restrains the student, and obliges him in a specific path; This reflects negatively on the scientific research process and its feasibility, which leads to the problem of imbalance experienced by the researcher, and the desire of the researcher to contribute to solving the problem of the suffering of choosing a research topic.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فيعد البحث العلمي هو أحد أهم مرتكزات النهضة العلمية، ومن أهم المعايير لتقييم مستوى التطور في أي بلد؛ لنتائجه المتوقعة على تطوير التكنولوجيا، وغيرها من وسائل رفاهية الفرد والمجتمع، وبما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي، وتحسين مستوى المعيشة.
والبحث العلمي مظهر حضاري هام للأمم المتقدمة، تحاول أن تأخذ بتقنياته، وتوفر له وسائله وإمكانياته، حتى تتمكن من التوصل إلى أفضل الحلول للمشاكل التي تواجهها.
ويحتاج البحث العلمي إلى العقول المبتكرة، وتوفير اللازم؛ بالإضافة إلى بناء استراتيجية حقيقية متكاملة في سبيل النهوض بالبحث العلمي، لدى طلبة الدراسات العليا في كليات الشريعة في الجامعات، لما لهم من أثر على المجتمع، وبما ينعكس على قيم المجتمع وسلوكياته.
مشكلة البحث وأسئلته(1)
بينت هذه الدراسة أن إشكاليات مصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية في تخصصات علوم الشريعة في موضوع العقيدة الإسلامية، هي من مشكلات البحث العلمي الذي يتناول موضوعات أكاديمية، ومشكلات بحثية لا علاقة لها بالواقع العقدي، وهناك معاناة لدى طلاب الدراسات العليا عند اختيار موضوعات الرسائل العلمية البحثية للماجستير والدكتوراه؛ لأن الطلبة يشرعون في تنفيذ البحث العلمي دون إحاطة بجوانبه أحيانا، وتحديد موضوع البحث يكاد يكبح جماح الطالب، ويلزمه في مسار محدد؛ وذلك ينعكس سلبا على عملية البحث العلمي والجدوى منها، وتحجيم حرية الطالب في البحث عما يجب لا عما يحب؛ وتزيد الآثار السلبية وتتفاقم المشكلة بسبب ضعف الباحث في الإحاطة بمجالات البحث في تخصصه، ومن ثم يضعف في توليد موضوعات بحثية متعددة ومختلفة عمن سبقه؛ مما يؤدي إلى مشكلة عدم التوازن الذي يعاني منه الباحث، ورغبة من الباحث في الإسهام في حل مشكلة معاناة اختيار موضوع البحث، وتقديم عدد كاف من الخيارات البحثية لتلافي السلبيات، ولذلك تحاول هذا الدراسة الإجابة عن الأسئلة الآتية(2):
1- ما أهداف البحث العلمي في العقيدة الإسلامية وعلوم الشريعة، وما مجالاته وخصائصه؟
2- كيف يمكن بناء مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية وما مفاتيح قراءتها؟
3- ما الطريقة التي تعمل بها مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، وكيف يمكن استخدامها؟
فرضية الدراسة (3)
تحاول هذه الدراسة التحقق من فرضية بحثية إشكالية، تكمن في إشكاليات مصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية في تخصصات علوم الشريعة، في موضوع العقيدة الإسلامية.
أهداف الدراسة:
تتمثل أهداف الدراسة في الأهداف الآتية:
1. التعرف على أهداف البحث العلمي في العقيدة الإسلامية ومجالاته وخصائصه، وقياس الثقة البحثية لدى الطالب في اختيار موضوعه.
2. بناء مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، والتعرف إلى مفاتيح قراءتها.
3. توضيح الطريقة التي تعمل بها مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، وكيف يمكن استخدامه لتوليد الأبحاث العلمية الرصينة.
4. وضع رؤيا بحثية تحفز كليات الشريعة والباحثين على الاستقلالية البحثية، وفتح المجال للإبداعات الطلبة البحثية في اختيار موضوعاتهم.
أهمية البحث(4)
تنبع أهمية هذا البحث من أهمية ديمومة البحث العلمي بشكل عام، وديمومته في كليات الشريعة بشكل خاص، بالإضافة إلى ما يأتي:
1. مساعدة الباحثين والمختصين في اختيار موضوعاتهم البحثية في الرسائل الجامعية، من خلال توفير عدد من الخيارات البحثية في مجالات متنوعة بدون معاناة أو إهدار للوقت لتنفيذ أبحاثهم بسهولة ويسر.
2. إمكانية تحليل الرسائل العلمية والأبحاث العقدية، من خلال مصفوفة البحث العلمي في العقيدة بكل سهولة ويسر، والنظر في موضوعات الأبحاث والرسائل العلمية التي أنتجتها، وبيان أهمية استقلالية الباحثين في اختيار موضوعاتهم، وانعكاس ذلك على أدائهم البحثي وقيمة الرسالة العلمية.
3. تحقيق الشمول والتوازن بين موضوعات البحث العلمي في مجال العقيدة الإسلامية، من خلال تطبيق المصفوفة، دون حصر الأبحاث في مجال معين.
4. تدريب طلبة الدراسات العليا على استخدام المصفوفة أثناء دراستهم في مجال العقيدة الإسلامية؛ لتمكينهم من صياغة مشكلات بحثية في مجالات مختلفة.
منهج البحث(5):
تعتمد هذا الدراسة على المنهج التكاملي الذي يتخذ من الوصف، ثم الاستقراء، ثم تحليل أدوات منهجية للوصول إلى التقييم، والخروج بنتائج علمية، تكون إجابة عن أسئلة الدراسة ومنسجمة مع أهدافها؛ لتقدم حلولا لمشكلتها الرئيسة، ويمكن توضيح ذلك كما يلي:
1. الوصف والاستقراء: حيث سيقوم الباحث باستقراء كافة مواضيع المصفوفة والمختارة للرسائل، وتصنيفها وفق منهجية محددة تتوافق مع مفردات الدراسة وأهدافها.
2. التحليل: حيث سيقوم الباحث بتحليل عناصر الموضوعات الخاصة بالمصفوفة، والتعرف على المعتقدات والاتجاهات عند الأفراد والجماعات، وطرائقها المختارة شكلا ومضمونا، وقياس منهجها واستقلاليتها، والكشف عن التقليد والتكرار والنمطية في ذلك.
أداة الدراسة:
تمثلت أداة الدراسة في مصفوفة البحث العلمي في مجال العقيدة الإسلامية، من خلال أدبيات العقيدة، وما جاء فيها من أطروحات علمية ودراسات سابقة، توصل إليها من خلال هذه الأداة المكونة من محورين الرأسي وفيه (30) موضوعا تصف مصادر العقيدة الإسلامية ووسائطها وأساليبها، والمحور الأفقي المكون من (15) موضوعا تصف مصادر العقيدة الإسلامية ووسائطها وأساليبها.
مصطلحات الدراسة:
المصفوفة: هي تنظيم مستطيل الشكل لمجموعة من الموضوعات على هيئة صفوف وأعمدة، بحيث ترصد مجموعة من موضوعات العقيدة على المحور الرأسي، ويعرف بالمحور (الصادي) والمكون من (30) موضوعا، ناتج عن مجالات وتطبيقات وأساليب العقيدة الإسلامية، وترصد مجموعة أخرى من مجموعات العقيدة الإسلامية على المحور الأفقي، ويعرف بالمحور (السيني) ناتج عن مصادر ووسائط وأساليب العقيدة الإسلامية، تدعى الخطوط العمودية باسم أعمدة، وتدعى الخطوط الأفقية بأسطر، وتسمى نقطة تقاطع أي عمود مع أي سطر بالخلية، وكل خلية يمكن أن تكون بحثا علميا، أو فكرة بحثية في العقيدة الإسلامية، ويمكن زيادة عدد الأبحاث العلمية الناتجة عن كل خلية بتغيير عينة الدراسة للموضوع ذاته.
البحث العلمي: يعرف البحث العلمي بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها، أو من أجل البرهنة عليها للأخرين حين نكون عارفين بها، وهو عملية منظمة تتصف بالدقة والموضوعية لجمع البيانات عن موضوع ما، وتحليل البيانات ومناقشتها وتفسيرها لغرض من الاغراض(6).
وهو لفظ يدل على معنى التفحص والتفتيش والاستكشاف والسبر والاستقصاء، وهو أيضا إثبات النسبة الإيجابية بين الشيئين بطريقة الاستدلال، ولهذا التعريف اللغوي دلالة في المصفوفة حينما تعمل بتفاعل المحورين الرأسي والأفقي معا.
ويعرف الباحث العقيدة الإسلامية بأنها: مجموعة من الأفكار العقلية والفكرية التي تهم الجانب الفكري عند الإنسان، وتربي الفكر والروح والعقل في ضوء الكتاب والسنة، وتفريعاتها عن طريق الأساليب والوسائط والتطبيقات العقلية التي أقرتها الشريعة الإسلامية(7).
خطة البحث
وقد جاءت خطة البحث مشتملة على ثلاثة مباحث، وعلى النحو الآتي:
المبحث الأول
إشكاليات مصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية في تخصصات علوم الشريعة (العقيدة الإسلامية) أنموذجاً
تعد إشكاليات مصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية في البحث العلمي من أهم مرتكزات النهضة العلمية، ومن أهم المعايير لتقييم مستوى التعليم في أي بلد، لنتائجه المتوقعة على تطوير التكنولوجيا في المجالات العلمية.
المطلب الأول: إشكاليات مصفوفة موضوعات العقيد الإسلامية(8).
ذكرت في تعريف المصفوفة، أنها تنظيم مستطيل الشكل لمجموعة من الموضوعات على هيئة صفوف وأعمدة، بحيث ترصد مجموعة من موضوعات العقيدة على المحور الرأسي، ويعرف بالمحور (الصادي) والمكون من (30) تقريبا، وهو موضوع ناتج عن مجالات وتطبيقات أساليب العقيدة الإسلامية، حيث ترصد مجموعة أخرى من مجموعات العقيدة الإسلامية على المحور الأفقي، ويعرف بالمحور (السيني) ناتج عن مصادر ووسائط وأساليب العقيدة الإسلامية، تدعى الخطوط العمودية باسم أعمدة، وتدعى الخطوط الأفقية بأسطر، وتسمى نقطة تقاطع أي عمود مع أي سطر بالخلية، وكل خلية يمكن أن تكون بحثا علميا أو فكرة بحثية في العقيدة الإسلامية، ويمكن زيادة عدد الأبحاث العلمية الناتجة عن كل خلية بتغيير عينة الدراسة للموضوع ذاته؛ ومن هنا تأتي إشكاليات مصفوفة البحث العلمي في موضوع العقيدة الإسلامية لتدلل على ما جاء من خلالها من دراسات سابقة نتوصل بها إلى الأداة المكونة لموضوعات البحث العلمي، والناتج عن التطبيقات العملية في موضوعات العقيدة الإسلامية ومصادرها من الكتاب والسنة، لنصل إلى نتائج هادفة ضمن المتطلبات الواقعية في هذه الإشكاليات الواردة في هذه المصفوفة، حيث نصل بالنهاية إلى أهداف البحث العلمي في هذا المجال، لتلافي السلبيات، وحل المشكلات التي أشارت إليها الدراسات السابقة، في صياغة بحثية واقعية، تؤدي إلى نتائج علمية في هذا المجال، والتي أكدت معاناة طلاب الدراسات العليا عند اختيار موضوع البحث والدراسة، والتي تؤكد دائما أن عينة الدراسة تشرع في تنفيذ البحث دون إحاطة بجوانبه والإلمام بالمتغيرات(9).
وتزيد هذه الأثار وتتفاقم المشكلة بسبب ضعف الباحث في الإحاطة بمجالات البحث في تخصصه، ومن ثم يضعف توليد موضوعات بحثية متعددة ومختلفة عمن سبقه، مما يؤدي إلى مشكلة عدم التوازن، الذي يعاني منه البحث العلمي في هذا المجال، ويعاني أيضا من كثرة البحث في موضوعات معينة وندرة في موضوعات أخرى(10).
وهناك مشاكل تواجه طلبة الدراسات العليا، بسبب التكرار في البحوث، وعدم إيجاد بحوث مستقلة وجديدة، تحتاج هذه إلى إيجاد صيغة علمية لاختيار موضوع البحث، وتقديم عدد كاف من الخيارات البحثية، وتوسيع إدراك الباحث ليرى جميع مجالات البحث في موضوعات العقيدة الإسلامية؛ لتلافي السلبيات وحل المشكلات والمعضلات، للوصول إلى حقيقة المتطلبات الواقعية للأبحاث العلمية والتي يحتاجها الطلبة فعليا، لتقديم أطروحاتهم والتي تهم شأن المجتمعات التي نعيش بها، وتلبي حاجاتهم ومتطلباتهم(11)
المطلب الثاني: محاور مصفوفة موضوعات العقيدة الإسلامية(12).
تعد محاور مصفوفة موضوعات العقيدة الإسلامية من الأهمية بمكان، حيث إن هذه المحاور تضفي على موضوعات البحث العلمي في مجالات العقيدة، نوعا من السعة في الحصول على موضوعات متكاملة لطلبة الدراسات العليا في تخصص العقيدة الإسلامية، وبالتتبع نرى أن هذه المحاور تتفرع الى قسمين وهما:
المحور الأول: موضوعات العقيدة وهي تلك المفاهيم العقدية والقيم والأساليب الفكرية المستنبطة من الكتاب والسنة النبوية، والتي من خلالها يصل الإنسان إلى عقيدة صافية خالية من الخلل، وبعيدة عن الانحراف الفكري الممجوج(13).
المحور الثاني: الاتجاهات الفكرية: وهي دراسات فكرية وأراء ونظريات عقلية جاءت في دراسات الفقهاء والعلماء المسلمين، وهي أيضا دراسات تطبيقية واقعية تعنى بالأفكار والمبادئ والمفاهيم العقلية، والتي يمكن تطبيقها في الواقع الملموس، من خلال طلبة الدراسات العليا في اختيار مواضيع رسائلهم العلمية وهي أيضا دراسات تأصيلية للعلوم والمعارف، من خلال البحوث المتعلقة بأهداف التأصيل، وتحديد مشكلات فكرية عالقة بأذهان الناس، والتي من خلالها يوجه طلبة الدراسات العليا دراساتهم الفكرية نحو صفاء الذهن والعقل، بعيدا عن التشدد والتنطع والغلو والتطرف، مما يجعل طلبة الدراسات العليا في موضوع العقيدة قادرين على إيصال الأـفكار الصحيحة والناصعة، كما أرادها النبي عليه الصلاة والسلام وهي ما سماها الحنيفية السمحة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ)(14)، ومن خلال ما سبق تتجه هذه الدراسة الفكرية العقدية إلى معالجة المشكلات الواقعية بالفكر المنحرف، للوصول به إلى مستوى فكري ناصع بعيدا عن ملوثات الفكر المشاهد(15).
المحور الثالث: موضوعات الأديان، وهي التي تهتم بدراسات الفكر والأفكار بين أتباع الديانات والنحل المختلفة، وهذه الدراسة تتكلم عن أوجه الاختلاف بين النظريات الفكرية والفلسفات العقدية، والتي عبر عنها اليوم بمقارنة الأديان، وهذه الدراسات ظهرت للوجود يوم أن اختلف الناس على أقوامهم؛ حيث اتجهت هذه الدراسة إلى بيان الرأي والرأي الاخر، وظهر هذا واضحا للعيان في القرآن والسنة؛ حيث جاء فيه الحوار العقلي والفكري في حوار النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أبيه آزر، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الانعام، آية 74، وظهر أيضا في مجادلة القوم لسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام في حواره مع ابنه قال تعالى: (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) سورة هود، آية32، وفي مجادلة الخصم كما هو الحال في حوار النبي موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون على وجه الخصوص، ومع بني إسرائيل على وجه العموم، قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) سورة غافر، آية 26، واستمر هذا حتى وصل الى أهل قريش في جدالهم الفكري الممجوج، واعتراضهم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل الآلة إله واحدا، وناقشهم وحاورهم النبي عليه السلام، قال تعالى: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) سورة ص، آية 5 حتى وصل الحال ببعضهم أن يحضر عظما باليا، وطلب من النبي بعد أن سأله من يحيي العظام وهي رميم، قال تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) سورة يسين، آية 78 (16).
هذه المحاور جعلت هذه النماذج الفكرية والمجادلات والتي كانت نتيجتها محاربة الفكر التائه، الذي أساء الفهم لمجموع النصوص الشرعية، وبالتالي انعكس على حياة الأفراد والجماعات.
المبحث الثاني
خصائص البحث العلمي في العقيدة الإسلامية
للبحث العلمي خصائص لا بد منها وهي تزودنا بمعلومات جديدة عنه، ويجلي لنا المعنى ويضبط لنا حدود التعريف ويمدنا بوصف عنه، وهناك علاقة وثيقة بين خصائص البحث العلمي في العقيدة الإسلامية وخصائص العقيدة ذاتها، وهذه الخصائص لا بد منها للوصول إلى بحث علمي ناصع وثابت في العقيدة الإسلامية، وهذه الخصائص لها علاقة بالمصفوفة العقدية، والتي تحوي الشمول والتوازن والثبات والربانية.
المطلب الأول: تعريف البحث العلمي
البحث العلمي: هو فن التنظيم الصحيح لسلسة من الأفكار العديدة، من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها، ومن أجل البرهنة عليها للأخرين حين نكون عارفين بها، وهي عملية منظمة تتصف بالدقة والموضوعية لجمع البيانات عن موضوع ما، وتحليل البيانات ومناقشتها وتفسيرها لغرض من الأغراض(17).
ومعنى البحث: التفحص والتفتيش والاستكشاف والسبر والاستقصاء(18)، وهو أيضا إثبات النسبة الإيجابية بين الشيئين بطريقة الاستدلال، ولهذا التعريف اللغوي دلالة في المصفوفة حينما تعمل بتفاعل المحورين الرأسي والأفقي معا.
والتعريف العلمي للعقيدة الإسلامية: بأنها مجموعة من الأفكار العقلية والفكرية التي تهم الجانب الفكري عند الإنسان، وتربي الفكر والروح والعقل في ضوء الكتاب والسنة، وتفريعاتها عن طريق الأساليب والوسائط والتطبيقات العقلية التي أقرتها الشريعة الإسلامية.
ولا بد للتعريف العلمي- كما يقول علماء البلاغة- أن يضيف خصائص جديدة ومعلومات واضحة ضابطا بها الحدود، وهذا ما عناه العلماء أن يكون التعريف جامعا مانعا، جامعا لمحتويات الموضوع، ومانعا من دخول أي تعريف ليس له، ولا بد لنا للتعريف الصحيح المانع والجامع، أن تتوفر فيه صفاته المطلوبة، والتي تدخل في حيزه جميع العناصر الفرعية، وهنا كلامنا حول التعريف العلمي لموضوع مصفوفة البحث العلمي في مجال العقيدة الإسلامية، والتي لا بد فيها من روابط العلاقة القوية والوثيقة بين خصائص البحث العلمي في العقيدة، وخصائص العقيدة ذاتها حيث يتركز الفهم الثاقب حول الخصائص التي لا بد أن يتسم بها البحث العلمي في العقيدة، ولها علاقة بالمصفوفة التي بناها والتي سنفرد لها الكلام في المطلب التالي إن شاء الله.
المطلب الثاني: خصائص البحث العلمي
التعرف على خصائص الشيء يزودنا بمعلومات جديدة عنها، ويجلي لنا المعنى، ويضبط لنا حدوده أكثر، ويمدنا بوصف عنه قد لا توفرها التعاريف المختصرة، وهناك علاقة وثيقة بين خصائص البحث العلمي في العقيدة الإسلامية وخصائص العقيدة الإسلامية ذاتها، من حيث مبادئها وقيمها وتوجيهاتها، وحل مشكلاتها وأساليبها وتطبيقاتها من مصادر الشريعة الإسلامية، القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والاجتهاد والقياس والاجماع وبقية المصادر التي تستقي إنتاجها من المصدرين الأساسين الكتاب والسنة.
ومن خصائص البحث العلمي في مجال العقيدة الإسلامية ما يلي(19):
1-الربانية: ومما يميز الأبحاث العلمية في العقيدة الإسلامية أنها ربانية المصدر، حيث تستقي نظرياتها وعبادتها وقيمها وتوجيهاتها وحل مشكلاتها وأساليبها وتطبيقاتها من مصادر الشريعة الإسلامية، القرآن الكريم والسنة المطهرة والاجتهاد والقياس والإجماع، وبقية المصادر التي تستقي إنتاجها من المصدرين الأساسيين الكتاب والسنة.
إن من الخصائص التي يتفرد بها البحث العلمي للعقيدة الإسلامية أنها تستقي مادتها ومعرفتها أساساً مـن الـوحي، ومن فكر المسلمين وتاريخهم العقدي النابع من التوحيد، وإن البحث العلمي في العقيدة الإسلامية ليس مجرد نصوص فردية، وإنما هي قواعد ومفاهيم وأسس تستمد من العقيدة الإسلامية، من أجل تكوين البناء العقدي للإنسان في جميع المجالات(20).
وإن حدود مصفوفة البحث العلمي بتوليد أفكار وموضوعات بحثية خاصة بالأبحاث التي تتسم بربانية المصدر ما هي إلا طريق للوصول إلى حقيقة هذه الربانية الصحيحة المستمدة من مصدرها الأول الكتاب والسنة، وعلى ذلك فالموضوعات العامة في هذه المصفوفة غالبا هي أبحاث في أصول العقيدة وتركز عليها هذه المصفوفة، سواء عند إنتاج الأبحاث أو تحليل الأبحاث السابقة، لأنها اتخذت مـن موضوعات العقيدة الإسلامية ذات المصدر الرباني ميدانا لها.
2-الانفتاح على الآخرين: يتميز البحث العلمي في العقيدة الإسلامية بقبول الحق والحكمة أينما وجدت، وقد علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك، حينما شاهد أبو هريرة الشيطان يأخذ من صبرة الطعام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ،...(أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ)، قَالَ: لاَ، قَالَ: (ذَاكَ شَيْطَانٌ)(21)، وأقـر المـولى تبارك وتعالي كلام ملكة سبأ، حينما كانت تسجد للشمس من دون الله، وقالت كما جاء في قوله تعالى : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) سورة النمل، آية 34، فكان إقرار المولى سبحانه وتعالى في ختام الآية ذاتها (وكذلك يفعلون)، ولذلك فقد أدرج الباحث في مصفوفته المذاهب والفلسفات الماضية والمعاصرة شرقية كانت أو غربية، متى أمكن الاستفادة منها، كما أنه أدرج في مصفوفته الفلاسفة والعلماء في كل التخصصات، دون تقييد ذلك بدين أو عقيدة، فكل مصدر يمكن أن يفيد العقيدة الإسلامية منه دون تأثير سلبي على هذه العقيدة أو على المبادئ والقيم يدخل ضمن البحث العلمي، وبعـد أن قـدم الباحث أهـداف البحث العلمي في العقيدة الإسلامية ومجالاته وخصائصه يعرض الإطار التطبيقي في بناء مصفوفة البحث العلمي للعقيدة الإسلامية(22).
3-الخيرية: وتعني أن البحث العلمي في العقيدة الإسلامية لا بد أن يدور في أهداف وغايات تحقق الخير للفرد والمجتمع والعالم كله، ويستمد البحث العلمي في العقيدة الإسلامية هذه الخيرية من خيرية الأمة، التي تنتج الأبحاث وتحاول حل المشكلات، ورسم السياسات والتطبيقات في إطار ما وصفها المولى تبارك وتعالى كما جاء في قوله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) سورة آل عمران، آية 110، وهذا يعني ارتباط الخير بالمسلم وكل ما ينتجه لكل شؤون الحياة.
4-الشمول: ويعني بها الباحث شمولية الأبحاث العلمية في مجال العقيدة الإسلامية لجميع الموضوعات والجوانب المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، وعدم حصرها في مجال أو موضوع معين، وكذلك عدم التركيز على أبحاث مكررة بل التنوع والجد في تناول أبحاث علمية، من شأنها أن تشمل جميع جوانب العقيدة الإسلامية، من حيث المصادر والمؤسسات والأساليب والتطبيقات.
إن مما ينبغي أن يتسم به البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، الاهتمام بجميع جوانب الشخصية، دون التركيز على جانب واحد، ونستمد هذه السمة من قصة الثلاثة الذين حضروا بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث: "جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)"(23). وما لم تتوفر الشمولية في البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، فإن التضخم البحثي سيصيب بعض المجالات والموضوعات، والضعف والعزوف، سيكون من نصيب مجالات وموضوعات أخرى.
إن كثيرا من جوانب العقيدة الإسلامية لم تجد بعد طريقها الى البحث العلمي، وهذا نابع من غياب المنهجية العلمية في تناول جزئيات وكليات الفكر العقدي الإسلامي(24).
ولعل عدم وجود مصفوفة يمكن من خلالها تحليل الأبحاث العلمية في مجال العقيدة الإسلامية، على مستوى الجامعات، قد أسهم في تكرار الأبحاث العلمية في بعض مجالات العقيدة الإسلامية.
5- التوازن: ومما ينبغي أن يتميز به البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، التوازن الكمي بين مجالات وموضوعات العقيد الإسلامية، ولا يكفي أن يتسم البحث العلمي بالشمولية التي جاءت بالخاصية السابقة؛ بل ينبغي أن يرقى إلى التوازن بين جميع موضوعات العقيدة الاسلامية ومفرداتها وأجزائها، ومن التوازن في البحث العلمي في العقيدة الاسلامية أن تشمل الأبحاث قضايا الدنيا والأخرة، كما أن التوازن يكون بين مصادر المعرفة الغيبية والحسية والتجريبية والعقلية، وذلك انطلاقا من نظرية المعرفة في العقيدة الإسلامية التي تجمع بين الأدوات السابقة.
فالإسلام يحترم المعارف الفطرية، كما يقدر الاستدلالات القدرية والواقع المحسوس، علما بأنها تعتمد أساسا على الحقائق الغيبية فيما يتصل بالوحي.
إن من أبرز ما يجلي الفروق بين البحث العلمي في العقيدة الإسلامية والفلسفات الأخرى، أن منهجية البحث الوضعي في الفلسفات المعاصرة لا تعترف بالوحي كمصدر من مصادر المعرفة، فتقتصر البحث على أمور الدنيا، وتركز على العقل، وتلغي أو تقلل من شأن بقية مصادر المعرفة(25).
إن بناء مصفوفة للبحث العلمي في مجال العقيدة الإسلامية، يسهم في كشف التوازن بين الموضوعات الرئيسية في الأبحاث العلمية في العقيدة الإسلامية؛ بل يكشف عن فروع تلك الموضوعات وأجزاءها من خلال الخلايا التي تولدت من محوري المصفوفة الصادي والسيني، ويمكن اكتشاف مستوى التوازن في الأبحاث العلمية في العقيدة الإسلامية على مستوى جامعة أو على مستوى جامعات، من خلال تحليل الأبحاث العلمية التي أنتجت في مجال العقيدة الإسلامية، في ضوء مصفوفة البحث العلمي التي جاءت بها هذه الدراسة.
المبحث الثالث
الإطار التطبيقي لمصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية
ونعني به: تحديد التعريف الإجرائي للعقيدة الإسلامية، وكذلك تحديد أهداف البحث في هذه المحددات العلمية في العقيدة الإسلامية، ومجالاته وخصائصه؛ من أجل أن يتم في ضوء هذه المحددات بناء المصفوفة بمحوريها الصادي والسيني.
المطلب الأول: خطوات بناء مصفوفة البحث العلمي في مجال العقيدة.
الخطوة الأولى: تحديد التعريف الإجرائي للعقيدة الإسلامية، وكذلك تحديد أهداف البحث العلمي في هذه المحددات العلمية في العقيدة الإسلامية ومجالاته وخصائصه، من أجل أن يتم في ضوء هذه المحددات بناء المصفوفة بمحوريها الصادي والسيني.
الخطوة الثانية: إعداد موضوعات المحورين الصادي والسيني من خلال الآتي:
1- الاطلاع على عناوين الدراسات والأبحاث والرسائل العلمية السابقة، وقد اطلع الباحث على كثير من الأبحاث العلمية في مجال العقيدة الإسلامية عن طريق الشبكة العنكبوتية.
2- خبرة الباحث وتخصصه في هذا المجال، حيـث مـر عليـه كثير من موضوعات العقيدة الإسلامية.
3- الجامعات، وطريقة الوصول إلى البوابات الإلكترونية للاطلاع على عقيدة الأبحاث العلمية والأطروحات الخاصة بالعقيدة الإسلامية(26)، وانتماء جميع الموضوعات في العقيدة الإسلامية إلى التعريف الإجرائي وخصائصه ومجالاته كما جاءت به هذه الدراسة.
4- الشمولية قدر الإمكان لجميع موضوعات البحث العلمي التي تمت، وما يمكن أن تستفيد منه مع البحوث المستقبلية في مجال العقيدة الإسلامية.
5- سهولة تصنيفها على مستوى الموضوع الرئيسي وعلى مستوى المفردات الجزئية لكل موضوع، وهو ما يعرف بالموضوعات الفرعية.
6- عدم التكرار بين موضوعات محوري المصفوفة السيني والصادي، إلا إذا كان الموضوع قابلاً لتوليد أفكار بحثية جديدة، تم رصد الموضوع مكررا في كلا المحورين.
الخطوة الثالثة: يجب عرض المصفوفة في صورتها المبدئية على بعض المحكمين والمختصين في هذا المجال، حتى تخرج في صورتها الناصعة، ويجب إضافة موضوعات فرعية للمجتمع مثل الضبط الاجتماعي والتغيير الثقافي والنوعي، مثل موضوع التوحيد والسلوك...(27).
الخطوة الرابعة: إعادة عرض المصفوفة في صورتها النهائية على المحكمين، لتحديد مناسبة المصفوفة، ومدى استقصاء محوريهـا لموضوعات العقيدة الإسلامية، بعد الأخـذ بـآراء المحكمين واقتراحاتهم السابقة؛ وذلك مـن أجـل ضمان توليـد أكبر عدد ممكن من البدائل والخيارات البحثية لمستخدم المصفوفة، وكذلك شموليتها وصلاحيتها لتحليل الموضوعات البحثية التي تم إنجازها على مستوى الأقسام العلمية والجامعات، وقد نال المحورين السيني والصـادي في المصفوفة في صـورتها النهائية الرضا لدى الجميع، وأصبحت المصفوفة في صورتها النهائية تضم موضوعات المحور الرأسي (الصادي) والمحور الأفقي (السيني)، ومجالاته من القيم والمبـادئ والمضامين والتوجيهات، والأفكار، والآراء، والدلالات، والآداب، والروحيـة، والعقلية، والجسمية، والعقدية، والإيمانية، والتعبدية، والوجدانية، والإرادية، والنفسية، والفكرية(28).
المطلب الثاني: مفاتيح مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية
مفاتيح مصفوفة البحث العلمي في التربية الإسلامية(29):
ويقصد الباحث بمفاتيح مصفوفة الأبحاث العلمية في العقيدة الإسلامية، تعريفيات مساعدة لمستخدم المصفوفة من أجل فهم ما جاء فيها من موضوعات وأرقام ورموز، من خلال تقديم التعريفات المناسبة لكل مـا أدرج في المصفوفة من موضوعات، مع التوضيح يضرب الأمثلة متى احتاج الأمر إلى ذلك.
أولا: المجالات(30)؛ وتعني بها -في هذه الدراسة- جميع جوانب الشخصية ومكوناتها الروحية والجسمية والعقلية، وكذلك ما يمكن أن يتفرع من هذه الجوانب، أو يتصل بها مثل تفرع التربية الإبداعية، وهكذا بقية الفروع وما له علاقة بالجوانب الأساسية للشخصية الإسلامية.
وقـد راعي الباحث وضـع كلمة مفتاحية لدراسة أي جانب من الجوانب السابقة، أو أي فرع تابع لتلك الجوانب، أو له علاقة بها، بعد أن استقرا الأدب التربوي في التخصص، واطلع على عناوين عدد كبير من الأبحاث والرسائل العلمية بين مختلف الدرجات في تخصص العقيدة الإسلامية، وتوصل إلى أن الجوانب التي سترد في المصفوفة لا بد أن تسبق بكلمة مفتاحية عند كتابة عنوان الدراسة المتعلق بالجانب الذي استهدفته الدراسة(31).
ولعل من الصعوبات التي تعاني منها الدراسات العقدية، عدم اتفاق المختصين على تحديد التعاريف الضابطة لكثير من مصطلحات العقيدة بصفة عامية، ويزيد الاختلاف، وعدم الاتفاق في حالات خاصة، مثل مـا جـاء في الكلمات المفتاحية لدراسة مجالات العقيدة الإسلامية، فعلى سبيل المثال يفرق البعض بين الأفكار والآراء العقدية، ويفرق آخرون بين الدور والآثار العقدية، وهكذا بقية الكلمات، وسبب الاختلاف هو ما يتبناه الباحث في تعريفه الإجرائي الذي تنطلق منه دراسته العلمية، وكل باحث له تعريف إجرائي خاص به؛ ولهذا يرى الباحث عدم تحديد الكلمات المفتاحية بتعاريف تقيدها، حتى يترك لمستخدم المصفوفة الحرية الفكرية والمرونة في تناول الموضوعات، ومن ثم تتولـد لـه أفكار إبداعية إذا ترك له حرية اختيار التعريف الإجرائي لتلك الكلمات المفتاحية بالطرق العلمية الصحيحة(32).
الاختيار
م
|
الصادي
|
السيني
|
خلية تقاطع المحورين
|
الموضوع أو الفكرة البحثية الأساسية التي ولدتها المصفوفة
|
تطوير الفكرة بتغيير عينة الدراسة أو إضافة التطبيقات
|
1
|
الوقائية
|
القرآن
|
(27 ب) (الوقائية – القرآن)
|
توجيهات التربية الوقائية في القرآن الكريم
|
توجيهات التربية الوقائية في آيات المحرمات وتطبيقاتها في المجتمع
|
2
|
العقدية
|
الفكر التربوي
|
(3 ح) (العقدية – الفكر التربوي)
|
مضامين التربية العقدية في الفكر التربوي الإسلامي
|
مضامين التربية العقدية عند الشيخ ابن باز وتطبيقاتها في القنوات الإسلامية
|
3
|
الإدارية
|
تاريخ التربية
|
(10 ج) (الإدارية- تاريخ التربية)
|
التربية الإدارية في جيل الصحابة رضي الله عنهم
|
قيم التربية الإدارية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتطبيقاتها في المرحلة الثانوية
|
4
|
الشورية
|
الفكر التربية
|
(32 ح) (الشورية – الفكر التربوي )
|
قيم الشورى عند الخلفاء الراشدين
|
قيم الشورى عند عمر رضي الله عنه وتطبيقاتها في الأسرة
|
5
|
مبدأ
|
القرآن
|
(35ب) (مبدأ - القرآن)
|
مبدأ العدالة الاجتماعية في القرآن الكريم
|
مبدأ العدالة الاجتماعية في سورة الحجرات وتطبيقاتها في المجتمع
|
6
|
توجيه العلوم والمعارف
|
الفكر التربوي
|
(45 ح) (توجيه- العلوم والمعارف- الفكر التربوي )
|
التوجيه الإسلامي للفكر التربوي المعاصر
|
التوجيه الإسلامي للفكر التربوي عند جين ديوي
|
7
|
نظرية المعرفة
|
السنة
|
(43 ت) (نظرية المعرفة- السنة)
|
نظرية المعرفة في السنة المطهرة
|
نظرية المعرفة في صحيح البخاري (كتاب العلم)
|
8
|
مهارات التفكير
|
الإعلام
|
(40 س) مهارات التفكير- الإعلام
|
مهارات التفكير الموضوعي
في وسائل الإعلام
|
التفكير الموضوعي في الأخبار التي تبثها قناة الجزيرة
|
9
|
مواجهة
التحديات
|
الفكر التربوي
|
(38 ح) (مواجهة التحديات – الفكر التربوي)
|
مواجهة التحديات العولمة في ضوء توجيهات الفكر التربوي الإسلامي
|
مواجهة التحديات العولمة في ضوء الفكر التربوي عند ابن خلدون
|
10
|
علاج ظاهرة
|
المدرسة
|
(38 ز) (علاج ظاهرة- المدرسة )
|
علاج ظاهرة التبعية الغربية في المظهر في ضوء توجيهات المدرسة الثانوية
|
علاج ظاهرة التبعية الغربية في المظهر من خلال لائحة التأديب والسلوك
|
11
|
مناهج البحث
|
السنة
|
(44 ت) (مناهج البحث- السنة)
|
مناهج البحث التربوي في السنة المطهرة
|
المنهج الوصفي في السنة المطهرة
|
12
|
تقويم
|
المدرسة
|
(47 ز) (تقويم- المدرسة)
|
تقويم العلوم الاجتماعية في المرحلة الثانوية
|
تقويم مقرر علم النفس في المرحلة الثانوية
في ضوء التربية الإسلامية
|
15
|
ضرب المثل
|
الأسرة
|
(50 د) (ضرب المثل – الأسرة )
|
دور ضرب المثل في التربية الأسرية
|
الأثر التربوي لأسلوب ضرب المثل في تربية الأبناء
|
16
|
العقوبة
|
الفكر التربوي
|
(52 ح) (العقوبة- الفكر التربوي)
|
أسلوب العقوبة في الفكر التربوي الإسلامي
|
أنواع العقوبة عند الإمام الشافعي
|
17
|
الصحبة
|
الإيمانية
|
(4 ل )(الصحبة- الإيمانية)
|
دور الصحبة في التربية الإيمانية
|
دور الصحبة في التربية الإيمانية وتطبيقاتها في الجامعة
|
18
|
المثوبة
|
الإبداعية
|
(16 غ) (المثوبة- الإبداعية)
|
أثر أسلوب المثوبة علي تنمية التربية الإبداعية
|
أساليب المثوبة المؤثرة في تنمية التربية الإبداعية في المرحلة الابتدائية
|
19
|
مؤسسات المجتمع المدني
|
العمل
والممارسة
|
(ض 54 ) (مؤسسات المجتمع المدني – العمل والممارسة )
|
دور المؤسسات المجتمع المدني في تعزيز مفهوم العمل والممارسة لدى الشباب
|
دور هيئة الإغاثة العالمية في تنمية أسلوب العمل والممارسة لدى الشباب
|
20
|
الأحداث
|
الإعلام
|
(30 س) (الأحداث- الإعلام )
|
مدى توجيه الصحف السعودية للمجتمع من خلال
الأحداث في العالم الإسلامي
|
التربية بالأحداث في قناة المجد الفضائية وتأثيره في المتلقي من وجهة نظر المشاهدين
|
الخاتمة، وفيها أهم النتائج والتوصيات:
بعد التطواف في مبحث إشكاليات مصفوفة موضوعات الرسائل الجامعية والبحث العلمي في تخصصات علوم الشريعة، فقد توصل الباحث في ضوء إجابته على أسئلة البحث إلى النتائج والتوصيات الآتية:
أولا: النتائج: التي تم التوصل إليها من الإجابة على السؤال الأول: مـا أهـداف البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، وما مجالاته وخصائصه؟ وهي:
1. من أهم أهداف البحث العلمية في العقيدة الإسلامية، جمع وتحليل الحقائق المتصل بالإنسان من الكتاب والسنة وبقية مصادر التشريع، وكذلك الكشف عن خصائص العقيدة الإسلامية وموضوعاتها وعلاقتها بالعلوم الأخـرى، توجيهاً وتأصيلا، ومحاولة صياغة نظرية عقدية إسلامية واضحة المعالم، من أجل الإسهام في رفع مستوى الفهم في العقيدة، وكذلك دراسة القيم الإسلامية، وتحليل المفاهيم والمبادئ المعاصرة، وتزويد المختصين بالمعارف والحقائق اللازمة لنجاح العملية في كل المؤسسات.
2. مـن أهـم مجالات البحث في العقيدة الإسلامية الدراسات الأصولية، ودراسات الفكر العقدي الإنساني، والدراسات التاريخية، وكذلك التقويمية والنقدية والدراسات المنهجية، ودراسات التوجيه والتأصيل الإسلامي، بالإضافة إلى الدراسات المقارنة والدراسات المستقبلية.
3. مما تختص به مجالات البحث العلمي في العقيدة الإسلامية الشمولية، والتوازن، والربانية، والخيرية.
التوصيات: فقد توصل الباحث في ضوء إجابته على أسئلة البحث إلى التوصيات الآتية:
1. تضمین مصفوفة البحث العلمي في العقيدة الإسلامية، وتدريب الطلاب عليها والعمل على أيجاد مؤسسات تعليمة تتبنى طريقة العمل في هذه المصفوفات، وخاصة الجامعات لتعليم طلبة الدراسات العليا عليها.
2. تحليل الرسائل العلمية في أقسام العقيدة الإسلامية في مختلف الجامعات عن طريق مصفوفة البحث العلمية في مجال العقيدة الإسلامية.
3. تطوير حركة البحث العلمي تنشيطاً، واستخدام مصفوفة البحث والأبحـاث مـن أجـل توليـد أفكـار بحثية لدى طلبة الدراسات العليا.
(*) المؤتمر العلمي العاشر لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك، 16-17/8 / 2022م.
الهوامش
-
السيد، عزمي طه السيد، مناهج البحث عند علماء المسلمين، ص221.
(2) مناهج البحث عند العلماء المسلمين، اللقاء الأول، مقدمات ومحددات، عزمي طه السيد، ص1، جامعة آل البيت، بتصرف من محاضرات الدكتور عزمي، 2000/2001م.
(3) عزمي طه، المنهج العلمي عند الكندي، المجلة الفلسفية العربية، المجلد (4)، 1996م، ص5.
(4) انظر: يوسف المرعشلي، أصول كتابة البحث العلمي وتحقيق المخطوطات، ص15. وعلي مشاعل، الخلاصة في مناهج البحث، ص102-103. وانظر: عبدالرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، ص5. ومحمد عجاج الخطيب، لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، ص98-99.
(5) عزمي طه، المنهج العلمي عند علماء المسلمين، المجلة الفلسفية العربية، المجلد (4)، 1996م، ص5.
(6) فريد الأنصاري، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، ص185-190.وأنظر: مادة بحث في المعاجم اللغوية التالية: العين، معجم تهذيب اللغة،ج1، ص12.
(7) انظر: العقيدة الإسلامية وأسسها، لعبدالرحمن حسن حبنكة، ص425 بتصرف يسير. وينظر كتاب التوحيد وبيان العقيدة، لعبدالله بن حميد، ص24.
(8) صالح بن يحيي الزهراني، مصفوفة البحث العلمي في التربية الإسلامية، المطابع التجارية، ط1، 2003م.
(9) آل عثمان، عبد الكريم، معالم الثقافة الإسلامية، ط 5، مؤسسة الأنوار للنشر، فروج، عمر، تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون، ط 3، دار العلم للملايين، ۲۰.
(10) جدعان، فهمي، نظرية التراث ودراسات عربية وإسلامية أخرى، دار الشروق، عمان، ١٩٨٥م.
(11) الجندي، علي، (وزميلاه)، أطوار الثقافة والفكر في ظلال العروبة والإسلام، ج۱، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1959م.
(12) صالح بن يحيي الزهراني، مصفوفة البحث العلمي في التربية الإسلامية، المطابع التجارية، ط1، 2013م، ص20.
(13) أبو فارس، ومحمد عبدالقادر، (١٤٠٩ه)، النظام السياسي في الإسلام، الأردن۔ عمان: دار الفرقان، ١٤.
(14) مسند أحمد ط الرسالة (36 / 624) إسناده ضعيف، وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/204 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. مختصراً بقوله: "إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكن بعثت بالحَنيفيَّة السمحاء". وأخرجه تاماً الطبراني في "الكبير" (7868) من طريق أبي المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني، به. وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكني بعثت بالحَنِيفية السَّمْحة" عن عائشة مرفوعاً، سيأتي في مسندها برقم (24855)، ولفظه: "إني أُرسلت بحنيفية سمحة" وإسناده حسن. وعن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2107)، ولفظه: قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ الأَديان أَحبُّ إلى الله؟ قال: "الحَنِيفية السَّمْحةُ" وإسناده حسن في الشواهد.
(15) صالح بن يحيي الزهراني، مصفوفة البحث العلمي في التربية الإسلامية، المطابع التجارية، ط1، 2013م، ص20.
(16) أبو ريدة محمد عبد الهادي، مبادئ الفلسفة والأخلاق، وزارة التربية - الكويت، 1975م.
(17) فريد الأنصاري، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، ص185-190، وانظر: عزمي طه، المنهج العلمي عند علماء المسلمين، محاضرات الدكتور عزمي طه لطلبة الماجستير في جامعة آل البيت، عام 2004م.
(18) انظر: ابن منظور، محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، (دت)، لسان العرب، بیروت: دار صادر، بتصرف.
(19) حلس، حسن سليمان العايدي، (١٤٣٨هـ)، الاختلاف في المصطلحات العقائدية والفكرية وأثره على الأمة الإسلامية، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية – غزة.
(20) إبراهيم، عبدالله حسن، (١٤٣٣هـ) منهج الاستنباط في بحوث التربية الإسلامية، رسالة دكتوراه مقدمة إلى قسم التربية، كلية الدعوة وأصول الدين، الجامعة الإسلامية المدينة المنورة.
(21) صحيح البخاري، برقم (2311)، كتاب العلم، باب فضل سورة البقرة.ج3 ص101.
(22) الجندي، علي، (وزميلاه)، أطوار الثقافة والفكر في ظلال العروبة والإسلام، ج ۱، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1959م.
(23) صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح برقم (5063).
(24) أبو العينين، علي خليل مصطفى، (۱۹۸۸م)، منهجية البحث في التربية الإسلامية رسالة الخليج العربي، السعودية، ص۸.
(25) محمد وآخرون، (١٤٢١هـ)، أصول العقيدة الإسلامية، ط ٢، الرياض.
(26) عبد الواحد، مصطفى، المجتمع الإسلامي، ط 3، دار البيان العربي، جدة 1984م.
(27) السيد أحمد، عزمي طه، مدخل جديد إلى الثقافة الإسلامية، المؤسسة العربية الدولية للتوزيع، عثمان، 1994م، 17.
(28) انظر: مصفوفة البحث العلمي في التربية الإسلامية، صالح بن يحيي الزهراني، المطابع التجارية، ط1، 2013م، ص22.
(29) سالم محمد رشاد، المدخل إلى الثقافة الإسلامية، دار القلم، الكويت، ۱۹۸۷م.
(30) مناهج البحث عند العلماء المسلمين، اللقاء الأول، مقدمات ومحددات، عزمي طه السيد، ص1، جامعة آل البيت، 2001م.
(31) أبو السعود، مروة حسين، تطوير مشاركة مؤسسات المجتمع المدني إدارة مدارس التعليم الثانوي العام لمصر، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس، كلية التربية، قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية، القاهرة.
(32) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الخطة الشاملة للثقافة العامة، مجلد1، الكويت، ١٩٨٦م.