الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأجير والموظف مؤتمن، ويستحق أجرَه بالعمل أو التفرغ للعمل والاستعداد له، ولا يحل له أن يأخذ مالا في غير عمل، واليوم الذي يتغيب فيه الموظف عن عمله دون عذر لا تحل له أجرته؛ لأنه يكون قد اكتسبه بوجه غير مشروع، بل هو من قبيل أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) البقرة/188.
فإذا لم يقم المسلم بالعمل المطلوب منه لم يكن له حق في الراتب، سواء أكان الموظف أجيرا خاصا أم عاما، وتزداد الحرمة إذا كان موظفا عاما ويتقاضى راتبا من الدولة، فهو بذلك يكون قد اعتدى على أموال الأمة كلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِى مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري (رقم/3118)
لذا يجب على من أخذ مالا بغير حق أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يُرجع الحقوق إلى أصحابها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. والله تعالى أعلم.