الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
مجالس الذكر هي رياض الجنة التي أمرنا بالورود إليها والمشاركة فيها، كي ننال من الرحمة والسكينة التي تغشى أهل تلك المجالس المباركة.
والأهم من الذكر اللساني ذكر القلب الخاشع الخاضع لله عز وجل، المتفكر في عظمة الله وجلاله، المتأمل في معاني ما يجري على لسانه، بحيث تظهر عليه آثار الطمأنينة والسكينة، كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكره لربه عز وجل، وقد قال له ربه سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) الأعراف/205.
لذلك فليس من المشروع ما يقوم به بعض الناس من ذكر بالصراخ وضرب السكاكين، فقد كره كثير من الفقهاء فعل ذلك - كما نقله ابن حجر الهيتمي في " تحفة المحتاج " (10/222) - خاصة وأنه صار هذا الفعل علامة على فئة من الناس، شوهوا صورة الصوفيين العباد الصالحين الملتزمين بالسنة النبوية وكلام فقهاء المسلمين. والله أعلم.