الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
المسجد له مكانة رفيعة ومنزلة عاليه في الإسلام، وله أحكامه الخاصة عند الفقهاء، فإذا أقيم بناء مستقل ليكون مسجداً فلا يجوز البناء فوقه لأي غرض كان؛ لأن ما فوق المسجد يأخذ حكم المسجد، وهذا ما نص عليه جمهور الفقهاء.
قال صاحب "الدر المختار" من علماء الحنفية: "وكره تحريما الوضوء فوقه، والبول، والتغوط؛ لأنه مسجد إلى عنان السماء" انتهى.
وجاء في "رد المحتار" (3/371): "لو تمت المسجدية ثم أراد البنــاء ـ أي: بناء بيت للإمام ـ فوق المسجد منع" انتهى.
وجاء في قرار مجلس الإفتاء الأردني رقم (91) بتاريخ 6/6/1426هـ الموافق 13/7/2005م والمتعلق بحكم بناء غرف صفية لتعليم القرآن الكريم فوق مسجد: "لا ينبغي بناء غرف صفية خاصة لتعليم القرآن الكريم فوق المسجد؛ لأنه لا ينبغي أن يبنى فوق المسجد بناء إلا للصلاة؛ ولأن سُفل المسجد وعلوه حكمه حكم المسجد؛ ولأن البناء لغير الصلاة يخرجه عن المسجديّة، ويجعل ذلك ذريعة لبناء أبنية فوق المساجد تبعدها عن مقاصدها الأصلية" انتهى.
أما إذا اتخذت إحدى طبقات البناء لتكون مسجداً وذلك بأن يكون المسجد طارئاً على البناء، جاز ذلك لسبق تملك ما فوق المسجد. والله تعالى أعلم.