الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
هذا الحديث لا أصل له، ولا يعرف من رواية أحدٍ من العلماء، ولم يأت مسندًا في شيء من كتب السنة، وإنما ورد ذكره في كتاب: "تنبيه الغافلين" (ص/264) لأبي الليث السمرقندي (المتوفى سنة 375هـ)، وكتابه هذا مليء بالموضوعات التي اقتضت من أهل العلم التنبيه على ما فيه.
قال الإمام الذهبي رحمه الله: "صاحب كتاب "تنبيه الغافلين"... تروج عليه الأحاديث الموضوعة" انتهى. "سير أعلام النبلاء" (16/323)، أي أنه لا يفرِّق بين الموضوع وغيره، لا أنه يفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والراوي (يزيد الرقاشي) الذي نسب إليه الحديث ضعيف أيضًا. انظر ترجمته في كتاب الحافظ ابن حجر "تهذيب التهذيب" (11/311).
كما جاء ما يشبه متنه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسياق مختصر، أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (رقم/158)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/89)، إلا أنه حديث مكذوب أيضًا، فيه بعض المتَّهمين والوضَّاعين من الرواة.
وفي متن الحديث العديد من النكارات التي تخالف الأحاديث الصحيحة، مما يؤكد وضع الحديث ونكارته. والله تعالى أعلم.